|
|||||||
تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
{وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ * فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}. افتتحت السورة بذكر المعرضين عن آيات الله المكذبين لها، المستهزئين بها، بعد ذلك شرعت الآيات بذكر نماذج من الأمم السابقة، من أمثال تلك الفئة من البشر، وموقفهم مع أنبيائهم، ثم عاقبة إعراضهم عن ذكر ربّهم، وتكذيبهم لآياته، واستهزائهم بها، وبدأت بذكر قصة موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون وقومه، بهذه الآيات الكريمات. ومحور تأمّلنا قول الحق: {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}. حيث إن استعباد الناس أمر ممقوت شرعًا وعقلًا، ولا يرضاه الله تعالى لعباده، فالعبودية لله وحده، لذلك أرسل الله موسى وهارون إلى القوم الظالمين، الذين ظلموا أنفسهم بعبادة غير الله، وظلموا الناس بمتابعتهم لهم، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وإذلالهم وتقتيل أبنائهم، {قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ}، ألا يخافون عقاب الله؟ والمهمة الأولى لموسى وهارون: كانت تحرير بني إسرائيل من العبودية، {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}، ليخرجوهم من الأرض التي يُستعبدون فيها "مصر" إلى الأرض المقدسة، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وذلك يتطلب الإطعام من الجوع والأمن من الخوف، (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)، وهو أمرٌ لا يتحقق إلا بالحرية. |