|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
قُلِ ٱلحَمدُ لِلَّهِ وَسَلَمٌ عَلَى عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصطَفَىٰٓ ءَآللَّهُ خَيرٌ أَمَّا يُشرِكُونَ (59) أَمَّن خَلَقَ ٱلسَّمَوَتِ وَٱلأَرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَنۢبَتنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهجَةٖ مَّا كَانَ لَكُم أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَآ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِ بَل هُم قَوم يَعدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرضَ قَرَارٗا وَجَعَلَ خِلَلَهَآ أَنهَرٗا وَجَعَلَ لَهَا رَوَسِيَ وَجَعَلَ بَينَ ٱلبَحرَينِ حَاجِزًا أَءِلَه مَّعَ ٱللَّهِ بَل أَكثَرُهُم لَا يَعلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ ٱلمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ ٱلسُّوءَ وَيَجعَلُكُم خُلَفَآءَ ٱلأَرضِۗ أَءِلَه مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّن يَهدِيكُم فِي ظُلُمَتِ ٱلبَرِّ وَٱلبَحرِ وَمَن يُرسِلُ ٱلرِّيَحَ بُشرۢا بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ أَءِلَٰه مَّعَ ٱللَّهِ تَعَلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشرِكُونَ (63) أَمَّن يَبدَؤُاْ ٱلخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرضِ أَءِلَهٞ مَّعَ ٱللَّهِ قُل هَاتُواْ بُرهَنَكُم إِن كُنتُم صَدِقِينَ (64) هذه الآيات الكريمات: تمثل خطبة كاملة شاملة تعلمنا كيف ندعو الناس إلى الإيمان بالله - وافتتحت بالحمد والثناء على الله- كما تستفتح الخطب، تيمناً بذكر الله - ثم بالسلام على المصطفين من عباده، ثم بالسؤال الذي يخاطب العقول بأنه لا شيء يُقارن بالله - ولا يستحق العبادة إلا الله، (ءَآللَّهُ خَيرٌ أَمَّا يُشرِكُونَ)، ثم الشروع في تعداد نعم الله - وآلائه وعظيم خلقه وصنعه وتدبيره.(أَمَّن) أم بمعنى بل، (قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) أي يعدلون عن الحق والصواب، أو يعدلون بالله تعالى- غيره، أي يجعلون له عديلاً ومثيلاً، ثم اختتمت بقوله تعالى: (أَءِلَهٞ مَّعَ ٱللَّهِ قُل هَاتُواْ بُرهَنَكُم إِن كُنتُم صَدِقِينَ)، فما دام أنه هو الخالق المدبر لهذا الكون، وهو القادر على جلب الخير ودفع الضر، ولا برهان على وجود إله غيره سبحانه- فليس أمام العاقل إلا الإيمان به والتسليم له، والخلوص من الشرك!
|