‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (07- 14) سورة النمل، اللقاء (04)


السبت 2024-11-30

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

إِذ قَالَ مُوسَى لِأَهلِهِ إِنِّيٓ ءَانَستُ نَارا سَـَٔاتِيكُم مِّنهَا بِخَبَرٍ أَو ءَاتِيكُم بِشِهَاب قَبَس لَّعَلَّكُم تَصطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَن حَولَهَا وَسُبحَنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلعَلَمِينَ (8) يَمُوسَى إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ (9) وَأَلقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّ وَلَّى مُدبِرا وَلَم يُعَقِّب يَمُوسَى لَا تَخَف إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلمُرسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسنَا بَعدَ سُوء فَإِنِّي غَفُور رَّحِيم (11) وَأَدخِل يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخرُج بَيضَآءَ مِن غَيرِ سُوٓء فِي تِسعِ ءَايَتٍ إِلَى فِرعَونَ وَقَومِهِ إِنَّهُم كَانُواْ قَوما فَسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَآءَتهُم ءَايَتُنَا مُبصِرَة قَالُواْ هَذَا سِحر مُّبِين (13) وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱستَيقَنَتهَآ أَنفُسُهُم ظُلما وَعُلُوّا فَٱنظُر كَيفَ كَانَ عَقِبَةُ ٱلمُفسِدِينَ (14)

من رحمته سبحانه وتعالى - بعباده أنه لا يرضى لهم الكفر والإفساد في الأرض، ومن عدله - عز وجل- أنه لا يعذبهم حتى يبعث إليهم رسولاً ينذرهم من عذابه العاجل في الدنيا، ويحذرهم من عقابه في الآخرة، لمن أدبر واستكبر، ويعدهم بالحياة الطيبة في الدنيا، والجنة في الآخرة، لمن تاب وآمن وعمل صالحاً، ولقد أيّد سبحانه - رُسله عليهم الصلاة والسلام- بالآيات الدالة على صدقهم، وتلك الآيات تكون لكل رسول من جنس ما برع فيه قومه، فقوم فرعون برعوا في السحر، لذلك أيّد الله- موسى بتسع آيات تتحدى سحرهم، لدرجة أن السحرة أنفسهم آمنوا، (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، إلا أن فرعون وقومه جحدوا بها، وكذبوا موسى- رغم أنهم كانوا مستيقنين منها، (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )، ومن سننه - سبحانه وتعالى- في خلقه : العذاب العاجل لمن جحد بآياته، وكذب رُسله، عليهم الصلاة والسلام- ، ولقد أيّد سبحانه - نبينا محمدًا عليه الصلاة والسلام- بالمعجزة الخالدة، القرآن الكريم، وآياته البينات، فمن اتبعها فقد اهتدى، ومن ضلّ عنها فقد غوى، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)!