|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
طسٓ تِلكَ ءَايَٰتُ ٱلقُرءَانِ وَكِتَاب مُّبِينٍ (1) هُدى وَبُشرَىٰ لِلمُؤمِنِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوةَ وَيُؤتُونَ ٱلزَّكَوةَ وَهُم بِٱلأٓخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ (3) افتتحت السورة بحرفين من الحروف المقطعة، (طسٓ) كما في العديد من سور القرآن، التي منها ماهو بحرف وحرفين وثلاثة وأربعة ومنها ماهو بخمسة أحرف، (كهيعص)، وهي: من المتشابهات في القرآن، والغيبيات التي نؤمن بها كما هي، وعلمها عند الله - (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، وقد اجتهد العلماء كثيراً في تفسيرها، وأفضل ما قيل عنها: إنها من الإعجاز القرآني، الذي يتحدى فصحاء المشركين من العرب، الذين كانوا ضالعين في علوم اللغة العربية وفنونها، وهذه الأحرف أسلوب إعجازي لم يعرفوه من قبل القرآن الذي أفحمهم، فعجزوا عن أن يأتوا بمثله، (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)، ولو لم يكن فيها إعجاز وتحد لهم، لطعنوا فيها، محاولين أن ينفوا أن القرآن من كلام الله عز وجل - حسب زعمهم. وقد افتتحت السورة بالإشادة بالقرآن وآياته البينات، وأحكامه المحكمات، وقصصه المبهرات، والكتاب هو القرآن، وقد جمع له بين الصفتين. (هُدى وَبُشرَى لِلمُؤمِنِينَ)، في الآية إفادة: بأن الذين لا يهتدون بالقرآن في حياتهم، ويستبشرون به عند سماعه، فليسوا بمؤمنين، فهم لم يقيموا الصلاة ولو أدّوها، ولم يؤتوا الزكاة وإن دفعوها، ولم يوقنوا بالآخرة ولو اعترفوا بها، فعليهم إذاً أن يراجعوا إيمانهم ويقووه، (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)! |