|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغوَ أَعرَضُواْ عَنهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعمَلُنَا وَلَكُم أَعمَلُكُم سَلَٰمٌ عَلَيكُم لَا نَبتَغِي ٱلجهِلِينَ (55) هذه هي الخصلة الخامسة من خصال أهل الكمال، وقد سبقت الآيات بذكر أربع منها في سياق تعداد مناقب مؤمني أهل الكتاب، ومنها أنهم ينالون أجرهم مرتين، (أُوْلَٰٓئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَّرَّتَينِ )، لأنهم كما صدقوا بالقرآن، فقد آمنوا من قبله بكتابهم، وصدقوا بنبينا محمد، كما آمنوا من قبل برسولهم، عليهم جميعاً الصلاة والسلام، والإيمان يقتضي التصديق، والتصديق هو الإيمان، كما أن الإيمان يقتضي الإسلام، والإسلام هو الإيمان "إذا ذُكرا متفرقين" (وَإِذَا يُتلَى عَلَيهِم قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبلِهِۦ مُسلِمِينَ).والثانية: صبرهم على الأذى، والثالثة : يدفعون السيئات بالحسنات، والرابعة : ينفقون مما رزقهم الله - من المال والجاه والعلم وغيرها من المروءات. والخصلة الخامسة، هي ما جاء ذكرها في هذه الآية الكريمة: (وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغوَ أَعرَضُواْ عَنهُ)، واللغو: هو الساقط من الكلام، الذي لا خير فيه، ولا يُعتد به، والإعراض عنه: البعد عن رديء قولهم، وسيئ رأيهم، ومجانبة صحبتهم، ومفارقة مجلسهم، (لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ)، هذا على وجه التبري والبعد من القائلين للغو، (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ)، السلام هنا يعني المتاركة والمباعدة، لا سلام التحية، فهو سلام الانصراف والبعد، (لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ)، أي لا نطلبهم للجدال والمراجعة في الكلام، مع الموعظة لهم، فلعل الموعظة تغلب شياطينهم، وتصلح قلوبهم، (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)! |