|
|||||||
تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي
وقفات تأمّلية: حول قول الحق تبارك وتعالى- (وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) تحدثنا الآيات عن حال المصدقين من أهل الكتاب، اليهود والنصارى، بأنهم إذا يُتلى عليهم القرآن، يؤمنون به، (وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ ٓ)، وذلك لأنه مطابق لما لديهم من الكتب السماوية السابقة، التوراة الذي أنزل على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، عليهما الصلاة والسلام- فكل الكتب السابقة، "قبل التحريف والتبديل الذي جرى عليها" رسالتها واحدة، ومطابقة لرسالة القرآن، الذي أنزل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام- وهي الدعوة لعبادة الله - وحده، لا شريك له، وإقامة شرعه وتحكيم كتابه، وغيرها من تعاليم الإسلام، وفي هذا التطابق بين كل الكتب السماوية دليل بيّن، وبرهان ساطع، على أن القرآن هو الحق من ربّنا - عز جل - (إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا)، لأنه مطابق لما كانوا به مسلمين، من قبل أن تُتلى عليهم آيات القرآن. (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)، فدين الله-واحد، ولا يتم إيمان العبد إلا بالإيمان بجميع كتب الله تعالى - ورُسله - إلا أن القرآن محفوظ بحفظ الله - حفظه، وجعله شاملا كاملا مهيمنا عليها، وأحكمها وأعظمها:(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).
|