‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (47-48) سورة القصص، اللقاء (22)


الاثنين 2024-10-21

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

وَلَولَآ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةُ بِمَا قَدَّمَت أَيدِيهِم فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَولَآ أَرسَلتَ إِلَينَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلحَقُّ مِن عِندِنَا قَالُواْ لَولَآ أُوتِيَ مِثلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى أَوَ لَم يَكفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبلُ قَالُواْ سِحرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلّ كَفِرُونَ (48)

من رحمته سبحانه- بعباده، كي لا تصيبهم مصيبة بسبب ما تجنيه أيديهم من المعاصي والظلم والطغيان، ومعذرة منه تعالى- من أن يقولوا يوم القيامة عندما يروا العذاب، (فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَولَآ أَرسَلتَ إِلَينَا رَسُولٗا فَنَتَّبِعَ ءَايَتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ)، أو : (أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ)، والمقصود بالطائفتين اليهود والنصارى، (أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ)، فقد جاءهم الحق، فأرسل الله تعالى- إليهم خير الرسل نبينا محمدا ، وأنزل إليهم خير الكتب، القرآن الكريم- (قَالُواْ لَولَآ أُوتِيَ مِثلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى)، يقصدون إنزال القرآن من السماء جملة واحدة، وقلب العصا حية، وفلق البحر وغيره، فكذبوا، نبينا محمدا ، وقالوا عنه ساحر ، كما قالوا عن موسى- من قبل أنه ساحر، وكفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام، كما كفروا بموسى عليه الصلاة والسلام- من قبل، ومن سنن الله تعالى - في خلقه، أنه إذا أرسل بالآيات فكذبوا بها، ينزل عليهم العذاب العاجل، (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ )، فحُفظت هذه الأمة من الهلاك، وجُعلت آية رسولنا: آيات القرآن، (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)!