‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (44-46) سورة القصص، اللقاء (21)


الجمعة 2024-10-18

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلغَربِيِّ إِذ قَضَينَآ إِلَى مُوسَى ٱلأَمرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّٰهِدِينَ (44) وَلَٰكِنَّآ أَنشَأۡنَا قُرُونا فَتَطَاوَلَ عَلَيهِمُ ٱلعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيٗا فِي أَهلِ مَديَنَ تَتلُواْ عَلَيهِم ءَايَتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرسِلِينَ (45) وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذ نَادَينَا وَلكِن رَّحمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوما مَّآ أَتَىهُم مِّن نَّذِير مِّن قَبلِكَ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ (46)

يخاطب الله تعالى- رسوله- ويخاطب السامعين والتالين لآيات كتابه الكريم، بأن ما سبق من الآيات التي حدثتنا عن جوانب متعددة من حياة موسى عليه الصلاة والسلام - لم نشهدها ولم نكن لنعلم عنها، لولا أن أخبرنا الله تعالى - بها. والغربي: المكان الذي في غرب جبل الطور، حيث كلم الله - موسى، والأمر المقضي إلى موسى هو النبوة، ومن الشاهدين: معناه من الحاضرين هناك، وهكذا طافت بنا السورة الكريمة ذلك التطواف الذي نرى فيه رعاية الله تعالى - لموسى، وإعداده لحمل رسالته، كما نرى فيه نماذج متنوعة لأخلاقه الكريمة، ولهمته العالية، ولصبره على تكاليف الدعوة، ولسنن الله - فى خلقه، التي فيها البيان بأن العاقبة الحسنة للمتقين، والعاقبة القبيحة للكافرين والفاسقين، ولم يكن رسولنا، (ثَاوِياً)، أي مقيماً في أهل مدين، ولم يكن بجانب الطور إذ نادى الله - موسى، ولكن الوحي بهذا القرآن "الذي هو من رحمة الله" لهذا النبي الكريم - وأمته، هو الذي أخبرهم عن قصص الأمم السابقة، ليكونوا على علم ونور وهدى، إذ لم يأتهم نذير، من قبل أن يُبعث عليه الصلاة والسلام ، (لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرُونَ)، أي يهتدون بهديه، ويقيمون حروفه وحدوده، ويشكرون نعمة ربّهم !