|
|||||||
تأمّلات - في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
وَقَالَ فِرۡعَونُ يَٰٓأَيُّهَا ٱلمَلَأُ مَا عَلِمتُ لَكُم مِّن إِلَٰهٍ غَيرِي فَأَوقِد لِي يَهَمَنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجعَل لِّي صَرحٗا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَٰهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ ٱلكَذِبِينَ (38) وَٱستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرضِ بِغَيرِ ٱلحَقِّ وَظَنُّواْ أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ (39) اشتملت الآيات على خمس صفات للظالمين المعاندين المستكبرين في الأرض بغير الحق، لا ينفكون عنها في كل زمان ومكان، وقد تجلت في موقف أظلمهم وأطغاهم وأئمتهم الذين يدعونهم إلى النار، فرعون وجنوده، وتلك الصفات هي: أولاً. الكذب: حيث قال فرعون: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلمَلَأُ مَا عَلِمتُ لَكُم مِّن إِلَهٍ غَيرِي)، وهو كاذب، يعلم أنه بشر ضعيف لا يخلق ولا يرزق. ثانياً. الاستهزاء: حيث قال: (فَأَوقِد لِي يَهَمَنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجعَل لِّي صَرحٗا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى)، أي أنه طلب من وزيره هامان أن يوقد الأفران التي يحمى بها الطين ليصير صلباً، ثم ليبني له به بناءً كبيراً، كي يصعد إلى الأعلى لعله يطلع إلى الله عز وجل- (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)، أطاعوه رغم أن قوله ساقط، لا حقيقة له، ولا عقل يقبله، ثالثاً. التكذيب: ويظهر ذلك في قوله: (وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ ٱلكَٰذِبِينَ)، فإن كان ظنه بمعنى التأكيد، فهو قول باطل، لأنه ليس لديه دليل، وإن كان قصده الشك: فلا مجال للشك في ذات الله سبحانه- (أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)؟ قال عليه الصلاة والسلام:(إيّاكم والظنَّ؛ فإن الظنَّ أكذبُ الحديثِ). رابعاً. الاستكبار على الحق بغير حق، وذلك لقوله: (وَٱستَكبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرضِ بِغَيرِ ٱلحَقِّ)، خامساً. عدم الإيمان بالبعث يوم القيامة، والوقوف بين يدي الله - للحساب والجزاء، (وَظَنُّواْ أَنَّهُم إِلَينَا لَا يُرجَعُونَ)! |