|
|||||||
تأمّلات - في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!
فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَى بِـَٔايَتِنَا بَيِّنَت قَالُواْ مَا هَذَآ إِلَّا سِحر مُّفتَرٗى وَمَا سَمِعنَا بِهَذَا فِي ءَابَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّيٓ أَعلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلهُدَى مِن عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَقِبَةُ ٱلدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفلِحُ ٱلظَّلِمُونَ (37) تتحدث الآيات عن الحوار الذي تم بين رسول الله - موسى عليه السلام، وبين فرعون وقومه، عليهم لعنة الله- فبعد أن جاءهم موسى بالآيات البينات الواضحات، والبراهين والحجج التي تدل على وحدانية الله عز وجل- وعلى صدق موسى فيما يخبرهم به عن الله - من خوارق العادات التي جاءهم بها آية بعد آية في مواقع مختلفة، فلما عرفوا أنه الحق والهدى من ربّهم، وأن ماهم عليه من عبادة غير الله- هو الباطل، جحدوا بها ظلماً وعلواً، رغم أن نفوسهم قد استيقنتها بما لا يقبل الشك أو التكذيب، كما في قوله تعالى:(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)، وما كان حجتهم في جحدها إلا أنهم قالوا عن الآيات، أي العصا واليد وغيرها من الآيات التسع، أنها ضرب من السحر، وعن رسالة موسى، "بعبادة الله وحده" بأنهم لم يسمعوا بها في آبائهم الأولين، فعطلوا عقولهم، وصموا آذانهم، ورفضوا الحق رغم ثبوته، وليس ذلك لنقص في عقولهم، ولكن ظلماً وعلوا وتكبراً، من عند أنفسهم، وهذا هو ديدن المجرمين عندما تفحمهم الحجج والبراهين، فتراهم يتهمون الداعي بأنه ساحر، وما جاءهم به هو السحر، وبأنهم وجدوا آباءهم، كذلك يفعلون. والجواب: أن لو كان ساحراً لسحركم وأخضعكم له كارهين، وما جاءكم به، خير مما وجدتم عليه آباءكم، فلم ترفضون الحق؟ وتتبعون الباطل، وأنتم تبصرون! |