‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات (05-06) من سورة القصص، اللقاء، (02)


الجمعة 2024-09-20

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي !

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱستُضعِفُواْ فِي ٱلأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةٗ وَنَجعَلَهُمُ ٱلوَرِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُم فِي ٱلأَرضِ وَنُرِيَ فِرعَونَ وَهَمَنَ وَجُنُودَهُمَا مِنهُم مَّا كَانُواْ يَحذَرُونَ (6).

بعد أن بيّنت لنا الآيات حيثيات هلاك فرعون وجنوده، وهي أنه كان بظلمه وطغيانه من المفسدين، وبما أنه سبحانه - لا لا يحب الفساد، ولا يصلح عمل المفسدين، (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، فقد جاء العقاب الإلهي للمفسدين، والانتقام من الظالمين، والمن على المستضعفين، ثم جعل منهم أئمة يهدون بأمره سبحانه- بصبرهم ويقينهم بآيات الله- عز وجل- (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)، وفي هذه البُشرى بالنصر والتمكين لكل مظلوم صابر موقن بآيات الله، بل ويجعله من الأئمة الذين يُقتدى بهم في الخير ، ويورثهم من فضله العظيم، عوضاً عن القوم الظالمين المفسدين، وفي هذا تحقيق لسنن الله- في الخلق، فقد انتصر سبحانه - للمستضعفين من بني إسرائيل، ومكنهم في الأرض، وأهلك فرعون، ووزيره هامان، وجنودهما، بما كانوا يحذرون منه، وهو هلاكه وزوال مُلكه على يد غلام من بني إسرائيل.

 فائدة: لو أن خوفهم وحذرهم دفعهم للإيمان بالله تعالى - وترك الظلم، ونبذ الفساد، لكان خيراً لهم، ولكن خوفهم دفعهم لمحاولة المكر بأمر الله - (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، فأراهم الله تعالى- ما كانوا يحذرون، ولم ينفعهم عندئذ ظلمهم وإفسادهم وما كانوا يمكرون !