الآيات (27-30) سورة الفجر، اللقاء (08)


الأربعاء 2024-07-24

تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

نداء عظيم، من رب كريم اختص به النفس المطمئنة، سواءً كان ذلك النداء عند الاحتضار وفي سكرات الموت، حيث أحوج ما يكون المؤمن للتثبيت والبشارة لما هو قادم عليه، أو كان عند البعث من القبور، أو عند انصراف الناس إلى منازلهم في الجنة أو النار.

فمن هي النفس المطمئنة؟

قيل: الساكنة الموقنة، أيقنت أن الله ربها، فأخبتت لذلك، وقيل: المطمئنة بثواب الله، وقيل: الراضية بقضاء الله، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها، وقيل: المطمئنة بذكر الله تعالى وبيانه {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ وقيل: المطمئنة بالإيمان، المصدقة بالبعث والثواب، وقيل: المطمئنة لأنها بُشرت بالجنة عند الموت، وعند البعث، ويوم الجمع، ويظهر أنها عامة في كل نفس مؤمنة مخلصة طائعة لربها موقنة بوعده.

{ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً}، راضية بما أعطاها من الفضل والثواب، وراضية عن الله عزوجل ومرضية عنده تعالى، فأرضاها بما أعطاها.

{فَادْخُلِي فِي عِبَادِيأي: ادخلي في جملة عبادي الصالحين، وقرئ: فادخلي في عبدي، يعني: يأمر الروح بأن ترجع في الجسد، وهو خطاب للنفس.

{وَادْخُلِي جَنَّتِي}، قال عليه الصلاة والسلام: (لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي سَبْعُونَ ألْفًا، أوْ سَبْعُ مِئَةِ ألْفٍ -شَكَّ في أحَدِهِما- مُتَماسِكِينَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ ببَعْضٍ، حتّى يَدْخُلَ أوَّلُهُمْ وآخِرُهُمُ الجَنَّةَ، ووُجُوهُهُمْ على ضَوْءِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ)، جعلنا الله منهم وإياكم ووالدينا وذرياتنا منهم، وتقبلنا في عباده الصالحين.

تمت السورة، ولله الحمد والمنّة، وبه التوفيق والعصمة.