الآيات 06-14 سورة الفجر، اللقاء (03)


الخميس 2024-07-18

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

أَلَم تَرَ كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ ٱلعِمَادِ (7) ٱلَّتِي لَم يُخلَق مِثلُهَا فِي ٱلبِلَٰدِ (8) وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخرَ بِٱلوَادِ (9) وَفِرعَونَ ذِي ٱلۡأَوتَادِ (10) ٱلَّذِينَ طَغَواْ فِي ٱلبِلَٰدِ (11) فَأَكثَرُواْ فِيهَا ٱلفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيهِم رَبُّكَ سَوطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلمِرصَادِ (14)


 

‎يدعو الله تعالى الناس إلى النظر في قدرته سبحانه وسنته في خلقه، حيث ينصر المؤمنين، وينتقم من الكافرين المجرمين المفسدين في الأرض، عندما يكذبون رُسله عليهم الصلاة والسلام، ويعرضون عن آياته عز وجل ومن أشهر تلك الأمم السابقة التي أهلكها الله تعالى قوم عاد، الذين من قوتهم بنوا مدينة إرم، التي لم يخلق مثلها، ولا مثلهم في الأرض. وقوم ثمود، الذين من قوتهم وجبروتهم، (جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ)، نقبوا الصخر، ونحتوا فيه بيوتاً، بواديهم المسمى وادي القرى. وفرعون وجنوده، الذين كانوا له كالأوتاد، أو لأنه كان يُوتِد الناس بالأوتاد. فقوم عاد وثمود وفرعون، كانوا من أعتى الأمم وأقواهم وأجبرهم في الأرض، وبدلاً من أن يحمدوا الله تعالى طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰاد، فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَاد، ورغم ذلك لم يجدوا لهم من ينصرهم من بأس الله، (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، وقد جاء ذكرهم في مواضع عديدة من القرآن الكريم، في كل موضع بما يناسب سياق الآيات، وهنا تشير إليهم الآيات على سبيل الموعظة، والحذر من معصية الله تعالى والإعراض عن آياته، ومخالفة أمره، (فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ)، أي جعل سوطهم الذي ضربهم به هو العذاب، إشارة إلى عذاب الدنيا، (إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ)، رقيب على عباده، حاضر بعلمه في كل مكان، وكل زمان، لا يترك الظالمين والمعاندين والجبابرة والكفار بغير عقاب، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)!