الآيات (01-05) سورة الفجر، اللقاء (02)


الأربعاء 2024-07-17

تأمّل في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

{وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ}.

فائدة: عرفنا مغزى القسم بالفجر، والليالي العشر، والشفع والوتر، فما هو مغزى القسم بالليل إذا يسر؟ وما علاقة الفجر، والليالي العشر، والشفع والوتر، بالليل إذا يسر؟

سريان الليل أو إدباره: يعني ذهابه وانقشاع ظلمته، إيذانًا بانبثاق الفجر، وإسفار نوره ونهاره، كقوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ}، إذ يُقسم سبحانه بالقمر، وبالليل إذا ولى وذهب، وبالصبح إذا أضاء وانكشف، {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ}، فمن حكمته وبديع صنعه ولطفه بعباده عز وجل أن جعل الليل والنهار، والظلمات والنور، والعسر واليسر، والضيق والفرج، والفقر والغنى، والألم والسعادة، والحزن والفرح، والموت والحياة، {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، فمهما طال الليل، ومهما اشتد الظلام، ومهما تكالبت المصائب، ومهما تعقدت الأمور على المؤمن، فإن الليل سينجلي، والضياء سيأتي، بإذن الله، والفرج قريب، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، وخير سبيل إلى ذلك، هو الدعاء والتوسل والتبتل إلى الله تبارك وتعالى بأوقات الفجر، والليالي العشر، وبصلاة الليل والشفع والوتر، مع الإيمان الصادق، والعمل الصالح الموافق للكتاب والسنة، والإخلاص في القول والعمل، وحسن الظن بالله تعالى، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.