الآيات 06-13 سورة الأعلى، اللقاء (05)


الاثنين 2024-07-08

مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

وقفات تأمّلية:- حول قول الحق: (وَنُيَسِّرُكَ لِليُسرَىٰ)


 

التيسير نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده، فمهما أوتي الإنسان من علم وفهم وقوة وإمكانات ظاهرة وباطنة، فإنه لا يستطيع أن يصل إلى مبتغاه ويحقق مناه وينجح في أي عمل، ما لم ييسر له الله تعالى الأمور التي تحقق له ذلك، وقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: (اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إلّا ما جعَلْتَه سَهلًا وأنت تجعَلُ الحَزْنَ سَهلًا)، ومن دعاء كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام، قوله عز وجل: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي)، فإذا ما تعسر عليك أمر، فادع به الله تعالى فهو القادر على أن يجعل لك من العسر يُسراً، (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، نسأل الله تعالى أن ييسر لنا اليُسرى، وييسرنا لليسرى، ولا ييسرنا للعُسرى، قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)، أعطى من ماله وعلمه وفكره وقوته ومن كل النعم التي أنعم الله تعالى بها عليه، واتقى الله في نفسه، وفيمن يُعطي، وفي الشيء الذي يُعطيه، وصدق بكلمات ربّه، "لا إله إلا الله" وملائكته وكتبه ورسله ووعده ووعيده وبقضائه وقدره وباليوم الآخر، فإن الله يرشده لأسباب الخير والصلاح، حتى يسهل عليه فعلها، ثم إلى الجنة، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)، بخل بماله وعلمه وما آتاه الله من النعم، (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰأي: لم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، (وَلَا صَلَّى)، فسنيسره أي: نسهل طريقه، للعسرى أي للشر، ثم إلى النار وبئس القرار، والعياذ بالله، ومن أسباب تيسير الأمور، التيسير على المعسر، لقوله عليه الصلاة والسلام: (من يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللَّهُ عليْهِ في الدُّنيا والآخرةِ)!