‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎‏‎الآيات06-09 سورة الانشقاق، اللقاء،(02)


الجمعة 2024-06-07

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي!

يَأَيُّهَا الإِنسَنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلَٰقِيهِ (6) فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَٰبَهۥ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرا (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهلِهِ مَسرُورا (9)

خُلق الإنسان ليكدح في هذه الحياة كدحا، أي: ينشط في الأعمال الصالحة التي تقربه من ربّه - جلّ وعلا - وترفعه إلى المنازل العالية عنده استعدادًا لملاقاته، يوم يقدم العباد إلى ربّهم، فيؤتون كُتب أعمالهم التي كتبتها عليهم الملائكة الحفظة، (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)، فمنهم من يؤتون كتبهم بأيمانهم، وهم أصحاب الميمنة، ومنهم من يؤتون كتبهم بشمائلهم أو من وراء ظهورهم، وهم أصحاب المشأمة. (فَأَمَّا مَن أُوتِيَ كِتَبَهۥ بِيَمِينِهِ): أي المؤمن الصادق، الذي رجحت حسناته على سيئاته، وجُعل إيتاؤه كتابه بيمينه شعارًا للسعادة لِما هو متعارف من أن اليد اليمنى تتناول الأشياء الزكية، وهذا في غريزة البشر، "حتى أنهم سَموا الخير والسعادة يُمناً، ووسموا ضدها بالشؤم"، والمراد بالحساب اليسير: عرض الأعمال، مع التجاوز عن الهفوات، فالمؤمنون الصادقون يحاسبهم ربهم عز وجل- حسابا يسيرًا سهلًا، بأن تعرض أعمالهم، ثم يكون التجاوز عن المعاصي بدون مناقشة أو مطالبة بعذر أو حجة، "بفضله تعالى"،  [عن عائشة أم المؤمنين:] سمعتُ رسولَ اللهِ - ﷺ - يقول في بعضِ صلاتِه: (اللهم ! حاسبني حسابًا يسيرًا، قلتُ: يا نبيَّ اللهِ! ما الحسابُ اليسيرُ؟! قال: أن ينظر في كتابِه، فيتجاوز عنه، إنه من نوقشَ الحسابَ - يومئذٍ - يا عائشةُ! هلك)،ثم ينصرف إلى أهله الذين قد أعدهم الله له في الجنة، مسرورًا مبتهجًا سعيدًا بفوزه بالجنة ونجاته من النار!