الآية -12- من سورة الطلاق، اللقاء، (09)


الاثنين 2023-11-20

تأمّلات في مغْزى الآيات، بمنظور اجتماعي

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)

عطفاً على ما تقدم من الأمر بالتقوى والتنويه بالمتقين من عباد الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم النعيم الخالد في الجنة، والرزق الحسن، (قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًاوالرزق: كل ما ينتفع به، وجاء تنكيره هنا للتعظيم، أي رزقاً عظيماً، ثم جاءت هذه الآية لتأكيد عظم ذلك الرزق بأنه من الله العظيم الذي تدل على عظمته أنه خلق سبع سماوات، وخلق من الأرض مثلهن، وأن أمره نافذ وماضٍ فيهن.

(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ)، فكل شيء فيهن مُقدر بأمره، ما بين الأرض السفلى التي هي أقصاها وبين السماء السابعة التي هي أعلاها، يتنزل الأمر بحياة البعض وموت البعض، وغنى قوم وفقر آخرين، ويدبرهن، فينزل المطر ويخرج النبات، ويأتي بالليل والنهار، والصيف والشتاء، ويخلق الخلق والحيوانات والنباتات على اختلاف أنواعها وهيئاتها، ويخلق ما لا تعلمون، وينقلهم من حال إلى حال.

(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)، فإذا ما علم العبد ذلك، أصبح عنده علم اليقين عن ربّه، فإذا ما داوم على عبادة ربّه بالأعمال الصالحة ارتقى بإيمانه إلى عين اليقين، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)، ثم إذا ما حافظ على النوافل ارتقى بإيمانه إلى حق اليقين، جاء في الحديث القدسي عن الله عز وجل: "ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضتُه عليه، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أحبَّه"، الحديث.

وحب الله، هو غاية الغايات، وأسمى القربات، وأجل العطيات، وأفضل الهبات، وأعظم الكرامات، (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ* وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).

 

 

‏‫