|
|||||||
إعداد وحوار / دخيل بن سليمان المحمدي
لقاءنا اليوم مع من سطر تاريخاَ لمجده . ومن ضرب مثالاً للتضحية والإنسانية . لقاءنا اليوم مع الأستاذ جزاء الشمري الذي عثر على مفقودي صحراء تمير بمنطقة القصيم . أنه الرجل الذي ضحى بنفسة ليترك بيته وأهله وأبناءه في ذلك الليل المظلم ليقود مركبته متجهاً صوب تلك الصحاري والقفار بعد علمه بخبر المفقودين الذين لا يعرفهم أبداَ ولكن دفعه ضمير الإنسانية وحب الخير الذي يتمتع به . الاسم : جزاء بن حجاج بن ظاهر الزبيدي الشمري . من مواليد عام 1386هـ من أهالي بلدة غمرة بمنطقة حايل . يعمل معلماَ للمرحلة الابتدائية . لقد جئنا إلى طيبة الطيبة أنا وعمي الأستاذ / منصور بن عايد الشمري وأبن عمي الأستاذ / عوض بن سليمان الشمري , تلبية لدعوة صديقنا الغالي الأستاذ / غالب بن سليمان المحمدي .
حياك الله الاستاذ جزاء في صحيفة عيون المدينة - الله يحييكم ونتشرف بأن أكون ضيفاً لهذه الصحيفة التي تخدم أهالي أفضل بقاع على وجه الارض . ممكن أن تذكر لنا رحلتك البحثية بالتفصيل . أبشر .... ( بعد ماعلمت بخبر المفقودين عن طريق منتدى مكشات المعروف قررت بأن اساهم بعمل الخير وأن أشارك في عملية البحث لخبرتي بالمنطقة وبالبر ولامتلاكي للكثير من الأدوات والوسائل التي تساعدني على السير في البر حيث أنني رجل مقناص . - انطلقت من بيتي تقريباً الساعة العاشرة ليلاً فمررت على المحطة لأتزود بالكثير من الطعام والشراب الذي يكفيني لمدة طويلة . ثم اتجهت الى منطقة القاعية مروراً بالقصيم والزلفي و الارطاوية حتى أصبحت قريبا من القاعيه حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل أوقفت السير حتى صلاة الفجر وبعد ان صليت الفجر واصلت مسيرتي تجاه شمال شرق حيث غرزت سيارتي في الرمال الكثيفة وحاولت أخراجها وبعد جهد جهيد اخرجتها من الرمال , ثم توجهت ألى مرتفع قريب وأخذت المنظار ( الدربيل ) ولكني لم اشاهد شيء ثم واصلت مسيرتي لمسافة قصيره ثم استخدمت المنظار مرة أخرى , وكانت المفاجأة عندما شاهدت سقف السيارة التي أبحث عنها , ثم توجهت اليها وعند وصولي لها شاهدت المفقود عبدالله الرشيد فنزلت وقابلني بالعناق وهو يتمتم بحمد الله سبحانه وتعالى . كان شعورة كأنه مولود اليوم , وركب معي بالسيارة ولكن أستدرك ونزل مباشرة وسجد سجود شكر لله سبحانه وتعالى . وبعد الأطمنان عليه سألته عن صاحبه الذي كان بصحبته وقال لي أن يذكره قبل أمس . وسالته عن المكان فدلني على الاتجاه وأنهم كانوا بجوار أطار سيارة وكنا قد جلسنا بجانبه توجهنا مع الطريق تقريباً شرق المكان الذي وجدن ابه السيارة ورأيت الإطار ولما وصلنا وجدنا الأخ : ماجد السنيدي رحمه الله والمسافة تقريباً 400 متر وذكر لي أنهم بعد يومين من تعلق السيارة أخذنا بعض الماء في كيس وتوجهنا جهة الشرق لعلنا نعثر على أحد ولكن المكان خالي ونفد لماء وأصابنا التعب الشديد فقررنا العودة للسيارة مع العلم أننا لا نعرف جهتها رجعنا وأصابنا الإرهاق والتعب الشديد وتقريباً الساعة الحادية عشر ظهراً لم نستطع المواصلة لشدة الحرارة والإعياء الشديد جلسن ابالقرب من احدى الأشجار ووضعنا ملابسنا على الشجرة لنتظلل بها ولكن لم نحصل شي وفي تلك الأثناء وتقريباً فترة العصر لاحظت على زميلي الإعياء الشديد والإغماء وتأتيه تلك الحالة بفترات متقاربة غابت الشمس ونحن في نفس المكان ونمت بجانبه وفي الصباح ناديته وحاولت أن أصحية ولكن لايرد علي فعرفت أنه فارق الحياة غفر الله له حاولت أن أمشي للبحث عن السيارة فلم أستطع فقمت بالزحف حتى عثرت ولله الحمد على السيارة ولم يكن بالسيارة سوى قارورتين ماء من الحجم الصغير فقط ولا يوجد أكل فشربت واحدة ولم يبقى إلا واحدة فأخذت أنقط منها تنقيط فقط وكنت مقرر بعد أن سأشرب من ماء المساحات ولكن بتوفيق من الله ساقني الله عليه قمت بتغطية الأخ ماجد رحمة الله وأخذت إحداثية موقعه .
بعد الخروج من النفود علماً أنني وجدتهم قبل الساعة السابعة وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف بعد خروجي من المنطقة ووصول الإرسال اتصلت مباشرة بالأخ : حاتم الشبيلي فبشرته بأنني وجدتهم وسأل عنهم ولعلهم سالمين فأخبرته فطلب مني الحديث مع عبدالله ثم حاولت الاتصال بوالد عبد الله ولكن كان الخط مشغول باستمرار فتم الاتفاق بيني وبين حاتم أن نلتقي بنقطة متوسطة وكان اللقاء في تمير كان اللقاء حاراً بينهم وبين الأخ عبد الله أخذ الأخ حاتم الأخ عبد الله وأركبه معه فاستأذنت منه للرجوع إلى حائل وأن دوري ومهمتي الآن انتهت فحلف إلا أن أواصل معهم إلى الرياض وذهبوا بعبد الله إلى مستشفى الحبيب
الأستاذ جزاء ممكن أن تخبرنا عن تكريمك وماهي الجهات التي تشرفت بتكريم هذا البطل المغوار ؟
الحمد لله تشرفت بكرم الله سبحانه وتعالى وهذه المحبة والدعوات المتواصلة أعتبرها أكبر تكريم لي . لقد كرمني أمير منطقة الرياض بالنيابة صاحب السمو الملكي الامير / تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز , وتكرمت من زميلتكم صحيفة سبق الالكترونية . وتكرمت أيضا من جوال المناطق ومن الكثير من أمراء وشيوخ ووجهاء القبائل وتكرمت ليلة البارحة من أهالي حائل . وتشرفت الليلة بتكريمكم أنتم يا أهل الجود الكرم .
كلمة شكر وعرفان مني أنا الاستاذ جزاء بن حجاج الشمري لقبيلة حرب على كرمهم وحفاوتهم وهو ليس بمستغرب عليهم حيث توالت الدعوات والتهاني وكأنني عريس تلك الليلة . اشكر جميع أهل طيبة الطيبة على الضيافة المميزة وأخص بذلك أبناء سليمان بن محمد المحمدي الذين كرموني وأسعدوني بلقاهم . ولا أنسى أخي وعزيزي الأستاذ غالب بن سليمان المحمدي ( ابو فراس ) الذي دعاني إلى ألمجي وزيارة المدينة وحضور حفل أخيه سامي بن سليمان المحمدي أسأل الله تعالى أن يبارك لهما وعليهما وأن يجمع بينهما بخير .وأشكر أيضاً الشاعر نايف بن غانم المحمدي على قصيدته وأبياته الرائعة التي تشرفت بها كثيراً
كلمة شكر وثناء لصحيفة عيون المدينة التي غمرتني وأتحفتني وشرفتني بأن أكون أحد ضيوفها في هذه الزاوية . وأشكرك أنت أخي الاستاذ دخيل على هذا اللقاء الذي أفتخر به .
إلى هنا انتهى لقاءنا مع الشهم البطل الأستاذ جزاء الشمري الذي شرفنا بحضوره هو ومن كان معه عمه الأستاذ / منصور بن عايد الشمري و أبن عمه الأستاذ / عوض بن سليمان الشمري . |