|
|||||||
صديقي يتمتع بروح الدعابة والمرح اتصل بي من إحدى المدن وأخذ يصرخ ويقول: (أسمع يا حسين صوت الرعود والأمطار وأنتم ما نقطت عندكم)، ولأنني لم أسمع صوته منذ زمن قررت أن أكون من كاظمين الغيظ. وبعد فترة قصيرة كرر المكالمة وأعاد نفس سيناريو المكالمة الفارطة فقلت: (ما بدها) فقلت له: أعتى المدن في الفساد والإجرام والأمطار لا تنقطع عنها طوال اليوم ولا أعتقد أننا أسوا من تلك المدن، وشاهدنا من هذه القصة عندما تحدث كوراث طبيعية لإحدى الدول أو مصائب لأشخاص تخرج عدة أصوات شامتة -تعلل أسباب ذلك بالذنوب والمعاصي التي اقترفوها، وكأن هؤلاء الشامتين ملائكة تمشي على الأرض-. ولكن لو تأملنا ومنحنا عقولنا فرصة للتفكير لوجدنا أن الدنيا لا تساوي عند الله شيء، وأن أكثر الناس ابتلاءً هم الأنبياء والرسل والصالحين والأمثل فالأمثل. ولو كنا أكثر تأملًا بالمولود الذي يولد مريضًا أو معاقًا، هل اقترف ذنبًا أو ظلمًا لأحد؟ ولكن هناك حكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى والله هو العدل المطلق ولا يظلم مثقال ذرة. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدُّنيا تعدِلُ عند اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقَى كافرًا منها شرْبةَ ماءٍ). |