|
|||||||
تخيل لوحة يغمرها ضوء دافئ، تتناثر فيها ألوان الحقيقة والعمق بتناسق ساحر. في الزاوية، ثمة بقعة مظلمة تسعى للتمدد، تحاول طمس ملامح الجمال الذي ينبض في كل زاوية. لكن هناك شعاع خافت يقاوم، يُعيد للألوان حياتها ويمنح اللوحة نبضًا جديدًا. هكذا تبدو الحياة اليوم؛ بين زحف المظاهر السطحية ومحاولات انتصار القيم العميقة. وسائل التواصل الاجتماعي ليست المشكلة، بل هي انعكاس لاختياراتنا. يمكننا أن نُغرقها بالتفاهة، ويمكننا أيضًا أن نحولها إلى منصات للإلهام، للمشاركة الهادفة، ولإعادة الاعتبار للكلمة الصادقة والصورة النقية. الثقافة لم تختفِ، لكنها تحتاج إلى من يُعيد اكتشافها بحب. الكتب ليست مجرد أوراق، بل نوافذ نحو عوالم لا تنتهي. الكلمات ليست للتسلية فقط، بل لإشعال الفكر وإلهام الروح. عندما نقرأ بحب ونكتب بإخلاص، نساهم في إعادة تشكيل مشهد الحياة ليكون أكثر عمقًا وجمالًا. أما عن العمل والإتقان، فهما لغة من لا يرضى أن يعيش في هامش الحياة، وهما الطريق لاستعادة القيم في كل ما نفعله. الإبداع لا يولد من الاندفاع السريع، بل من الصبر والحرص على تقديم شيء يُحدث فرقًا.ونفعا و هو سبيلنا لإعادة رسم ملامح هذا العصروكماقال الحبيب المصطفى احب الناس الى الله انفعهم للناس.. حين نعمل بإخلاص، وحين نبدع من القلب فإن أثرنا سيمتد إلى ما هو أبعد من حدود الزمن ورغم كل ما يُقال عن زمن التفاهة، يبقى الأمل في قدرتنا على التغيير. حين نرفض الانسياق وراء المظاهر ونسعى للجوهر، نعيد للحياة رونقها الأصيل.فكما قال أحد الحكماء: "ليس المهم أن تضيء العالم كله، بل أن تضيء الزاوية التي أنت فيها." فلتكن خطواتنا الصغيرة شهادة على تمسكنا بالمعنى، ولنكن نحن أولئك الذين يصنعون فرقًا، مهما بدا صغيرًا، في زمن يحتاج إلى قلوب صادقة وعقول مضيئة. |