|
|||||||
"هناك بعض الرجال الذين يدخلون حياة المرأة ويفسدونها إلى الأبد" هكذا افتتحت الكاتبة جانيت إيفانوفيتش روايتها One For The Money يبدو جلياً أن سطرها الأول هذا سيكون محط انتباه الكثير من السيدات أليس كذلك؟ حسناً، في زحام الكم الهائل من الكتب والروايات والمقالات وغيرها، فإن الكاتب هنا بالتأكيد يحتاج لسطرٍ أولٍ مميز ومشوق يلامس قارئه ويجذبه ويحفزه لمواصلة القراءة. ولأن القارئ على الأغلب لم يعد صبورًا بما يكفي ليعطي للكاتب فرصة بعدد ١٠ صفحات مثلا ليجذبه، فسأقدم لك بعض الجمل التي يمكنك أن تبدأ بها روايتك: 1- البدء بمشهد مفاجئ: توقف الزمن فجأة ثم بدأت عقارب الساعة بعكس اتجاهها. البداية المفاجئة تثير فضول القارئ فورًا، وتجعله يتساءل عما سيحدث بعد ذلك، هذه الجملة تدخلك مباشرة في قلب الحدث، مما يخلق نوعًا من الإثارة والترقب. ٢- الاستعانة بجملة غامضة: لقد كان للظل الكلمة الأخيرة.. نعم الظل. الغموض يفتح الأبواب للاحتمالات والتخمينات، جملة كهذه ستثير تساؤلات القارئ: ماذا سيحدث؟ كيف ولماذا؟ وهكذا تستمر الرواية مع زيادة الفضول. ٣- وصف شعور غير متوقع: على خلاف الاخرين، كان يشعر جيداً كيف أن جسده يتقلص كل ليلة ليعود طفلاً لابد أنك الان تذكرت فيلم (The Curious Case of Benjamin Button) حيث تم توصيف المشاعر بطرق غير مألوفة وهذا ما خلق تواصلًا عاطفيًا مع الشخصية منذ البداية. ٤- طرح سؤال محير: ماذا سيحدث في الارض ان تم رفعنا جميعاً في لحظة واحدة للمريخ؟ هذا السؤال كان قد طرحه الاستاذ المبدع وليد قادري صاحب المجموعة القصصية (الابواب التي رأت) وكان محط نقاش لا ينسى، هذا النوع من الاسئلة يجعل القارئ يفكر ويضع نفسه في موقف الشخصية، مما يزيد من ارتباطه بالقصة. ٥- بدء الرواية بموقف غريب: استيقظ ليجد نفسه محاطًا بمئات النسخ من نفسه، كل واحدة تحمل تعبيرًا مختلفًا. المواقف الغريبة تثير الفضول وتضع القارئ في حالة من الترقب لمعرفة تفسير هذه الأحداث. ٦- التلميح إلى حدث مستقبلي: لو كانت تعلم ما سيحدث في تلك الليلة، لما غادرت المنزل أبدًا. هذا النوع من البدايات يثير القلق والتوتر في ذهن القارئ، مما يجعله يرغب في اكتشاف ما سيحدث لاحقًا. ٧- بدء الرواية بمحادثة: "قالت له بصوت هادئ: "أنا لست انا" المحادثات تجعل القارئ يدخل في القصة مباشرة، حيث يبدأ في التعرف على الشخصيات وفهم العلاقات بينهما. ٨- تقديم حقيقة صادمة: الحقيقة التي يخفيها الجميع هي أن العالم قد انتهى منذ سنوات، ونحن فقط نعيش حلما. تقديم حقائق صادمة في البداية يجعل القارئ يعيد التفكير في كل ما يعرفه عن القصة، مما يزيد من حماسته لمتابعة القراءة. ختاما، السطر الأول هو بمثابة بوابة للرواية كما أسلفت، يجب أن تكون قوية، مشوقة، ومثيرة للفضول، ولكن تأكد من أنها تعبر عن روح الرواية فعلا، فأنت لا تريد ان تخيب ظن القارئ او تبدد ثقته وتوقعاته ببداية مشوقة ونص لا يكمل نفس المستوى من التشويق. الآن، لم يعد هناك سبب للتردد أمام السطر الأول، اختر واحدة من هذه الجمل أو استلهم منها لكتابة بدايتك الفريدة، وابدأ رحلتك الأدبية بثقة وابتكار. |