عرس الوطن


الأربعاء 2024-09-25

في هذه الأيام تتجدد ذكرى عرس وطننا العظيم، الذكرى الرابعة والتسعين، تحثنا على الفرح والابتهاج، والعز والفخر، ونبتهل إلى الله عزَّ وجلَّ، أن يحفظ مليكنا (سلمان) الحزم، وولي عهده (محمد) العزم، ونسأل الله جميعًا أن تظل راية بلادنا الخضراء، خفاقةً عاليةً دائمًا وأبدًا.

إن التعبير عن الفرح فطرة إنسانية، بل وقيمة جميلة، فما بالكم إذا ما ارتبط بعرس للوطن وفي مناسبة كهذه، مهما قلت تظل الكلمات خرساء، لأنها لن تفي الوطن حقه.

علينا أن نعبر عن سعادتنا بهذا العرس الكبير، بكلامنا وأفعالنا وسلوكياتنا، احترامًا وولاءً للوطن؛ لأن الوطن مميزٌ والوطن فريدٌ والوطن مختلفٌ، ويستحق منا، بل من كل مسلمٍ وإنسانٍ نبيلٍ كل الوفاء والاحترام، وفائض التقدير وخالص العطاء.

ولو لم يكن لوطننا من الصفات والمميزات، إلا وجود بيت الله الحرام، والمشاعر المقدسة، لكفانا ذلك عزًا وفخرًا ومجدًا، بالإضافة أن دولتنا داعمة للإنسانيَّة، وداعمة للعالم، لاستمرار حركة الحضارة الإنسانية، بالخير والسلام وتناميها.

وها نحن نرى رؤية وطننا الواعدة، تحمل الخير وتبشر بالأمل والتفاؤل، لحياةٍ تتسم بالتطور والرقي، في مختلف جوانبها، ولتحقيق رؤيةٍ ناجحة لا بد من بعض التنازلات، والتعاون من المواطن والمقيم، لأن الوطنية الحقَّة، تعزز وترسخ في نفوس الجيل، ولكنها كممارسةٌ ينبغي ألا تكون تلك السلوكيات، والتصرفات السلبية التي نشاهدها، فهي عبارة عن تشوهات بصرية متعددة، واستهتار يخالف الذوق العام.

وبالرغم من أن الدولة لم تقصر في إقامة الاحتفالات، في أماكن مخصصة، وفيها الكثير من القيم الإيجابية، إلا أن السلوكيات السلبية، رمت بظلالها على أغلب العوائل، بالرغم من جهود رجال الأمن مشكورين.

نحن للأسف نفتقر إلى ثقافة الاحتفالات، فثمة تقصير من البعض من ناحية غرس القيم الأخلاقية، في كيفية حب الوطن، فمثل تلك التصرفات والأفعال، بطبيعة الحال لا تمثل حب الوطن، وإنما تمثل مجموعة من البعض، تغلب عليهم السلوكيات غير الأخلاقية، وقد قيل أن حرية الفرد، تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين، الحرية هي حق مشروع لكل إنسان ولكن لها حدود، وضوابط بحيث إنها لا تتعارض مع حدود الاخرين.

احترام النظام ليس من النوافل يتطوع بها من شاء، بل هو واجب شرعيٌ على كل إنسان، عنده حب وولاء لوطنه، فالحب أفعال، وقد كتبت مقال بعنوان "الحب أفعال" عن تلك المظاهر السلبية التي نشاهدها في اليوم الوطني.

فحب الوطن أن نطمح إلى الارتقاء، بعلمنا وأخلاقنا، وثقافتنا لنصل لأعلى المراتب.

 فالوطن نحن، والوطن بقيمة مواطنيه.