الشيطانُ يَعِظُ


الثلاثاء 2024-09-17

إنّني أتعجبُ!! عندما أسمعُ قولُ الله تعالى حينما يُخبرنا بأنّ الشيطانَ يقولُ للإنسانِ وهو يتباهى ويتشفى منا، بل يذكرُ أنّه يكفرُ بما أشركَ منّا من بعضِ البشر المشركين الكافرون كما تمّ ذكره كالتالي: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} سورة إبراهيم آية ٢٢، بل أنه في قمة السرور بدخول هؤلاء الظالمين نار جهنم والعياذ بالله.

انظروا أحبائي في الله كم أنّ الشيطان يكفر بالشرك بالله!! بل أكثر من ذلك، أنه عندما أبى أن يسجد لآدم مع الملائكة وتكبر وطلب من الله أن يجعلهُ من المنظَرين، فماذا قال؟ وبماذا أقرّ بأنّ طريق الله هو الطريق المستقيم: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}.

فالشيطانُ يكفر بالشركِ ويؤمنُ بالصراط المستقيم، وللأسف نحنُ البشرَ والكثيرَ منّا إلا من رحم ربّي يشركُ بالله ولا يؤمنُ باليومِ الآخر ولا بالحساب والعقاب ولا بالبعث حتى الشيطان قال أنظرني إلى يوم يبعثون، اعترافًا صريحًا بالبعث والآخرة واليوم الموعود الذي للأسف لم يعمل له حساب من بني آدم الذي تفوق عليه الشيطان في الدنيا بوسواسه وفي الآخرة بافتخاره أنه فاز عليه!، وحينها يعترفُ بالحقيقة وهي طريق الحق وهو صراطّ اللهِ المستقيم، وأنّ الله سوف يبعثُ خلقهُ يومَ القيامة ويحاسبهم، فماذا نحنُ البشر من الشيطان الذي لعنه الله؟ أينَ نحنُ وهو يَعظُنا بالآخرةِ ويتشفى منا؟

بل قال بكل وضوحٍ وصراحةٍ أنّه يخافُ الله ربَّ العالمين، بعدما زينَ لنا الكفر والفسوقَ والعصيان، ووقعنا فيه بوسوسته يتشفى منا ويقولُ: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} سورة الحشر آية ١٦.

لعلنا نتعظُ قبل فواتِ الأوان ونعملُ بأمرِ الخالقِ جلّ في علاه كما قال بكتابه العزيز {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} سورة يس آية ٦٠/٦١.

متى نرجعُ إلى الله وإلى طريقه المستقيم كي يرحمنا ويدخلنا جناته جنات النعيم؟ ووقتها نكونُ من الفائزين على هذا الشيطان الرجيم.