قصة طموح


الثلاثاء 2024-09-03

نشأَت كطفلة مليئة بالأحلام والآمال، تطارد أحلامها واحدًا تلو الآخر، مجتهدة في السعي لتحقيقها، تعلمت أن من سار على الدرب وصل، وأن من طلب العلا سهر الليالي.

يومًا بعد يوم يتحقق حلم بعد آخر، ظنت أنها قد عرفت أسرار ومفاتيح النجاح بالسعي لها.

كبرت الطفلة وأصبحت مراهقة ثم شابه، ومازالت تستخدم مفاتيح النجاح نفسها، ولم تكتشف أن العالم أكبر وأوسع من عالمها الصغير، وأنها تحتاج إلى مهارات عديدة لتجارب العالم وتحديات الحياة.

ذات يوم، وعند الخطوة الأخيرة لنيلها درجة الدكتوراة، حصل مالم تتوقعه، لم تنجح، حاولت مرة أخرى بنفس الأسلوب ولم تنجح، ثم حاولت للمرة الثالثة ونجحت، بعد ما أيقنت تمامًا أن قيمتها بداخلها، وأن نيلها الشهادة لا يؤثر على شيء.

رسمت لها حلم جديد وأمنية جديدة، فالعمر يمضي، اتخذت أساليب ومفاتيح الاجتهاد السابقة، لم تعد تجدي نفعًا، فبعض الآمال والأحلام تستحق العمل على طرق مختلفة ومحاولات غير معتادة لتحقيقها.

تتأمل في وجوده العابرين وتتخيل ما هي القصص التي لم تروَ بعد وبقيت خلف ملامحهم ولغات جسدهم.

تتذكر في نفسها كيف تجاوزت الصدمات السابقة وأنها مع التوكل على الله وتفويض الأمور إليه ستتجاوز كل عائق.

ينبغي على الإنسان أن يكون دائمًا مطمئن بلطف الله ورحمته وفضله، فبين أمنياتنا وأحلامنا رب رحيم ولطيف وكريم، وفي كل مرحلة من مراحل حياتنا يرسل الله لنا أشخاص يعينوننا ويرشدونا، المهم أن ننتبه لوجودهم، ونصغي إليهم، مهما تعمق الإنسان في فصل من فصول الحياة، وظن أن قد بلغ مكانه عالية، لا بد أن يفتح له باب آخر ليبدأ فيه من جديد.