خاطرة عن العلاقات في العمل


الثلاثاء 2024-06-25

عن مكان عملي سأسهب في الحديث

أروي لكم عما أفقدني الثقة بغيري

نعم، فقدت ثقتي بالناس

يوم توالت وانهالت علي الخيانات من كل حدب وصوب

القيل والقال هو فتيل الحرب

حرب خضتها ضد بساطة تفكيري وسذاجتي

لكن شنها من آمنت أنهم رفاقي

بلهاء وثقت بالجميع

اعتبرتهم أصدقاء وإخوان

قاموا بحياكة المؤامرات خلف الكواليس

كنت الفريسة السهلة

اكتشفوا ضعفي فاتحدوا ضدي

عديمة الخبرة في الحياة العملية

غزال شارد وحيد

تكالبت عليه الذئاب

 ظن الغزال أن بإمكانه نشر السلام الحب الصداقة والقيم المجتمعية المتحضرة

فكر في نموذج المجتمع الراقي

فكر الغزال أن بيئة العمل شبيهة بما يعرض في الدراما

ففي النهاية سينتصر الخير

أفكار أصبحت أجدها ساذجة الآن

فلا أمان مع الذئاب

سنتين من عمري قضيتها أتعلم وأفهم الطبيعة البشرية وميلها للإيذاء

من خلال تجربتي اكتشفت أن 

مكان العمل هو مكان المواجهة

حلبة صراع الفائز فيها يحصل على التقدير المزيف وعلى السلطة الحقيقية ويمتلك المكانة العالية

مكائد محبكة بعناية تدفعني للحيرة بين وصف اندهاشي في المفكر فيها أم خبث منفذيها

نسج الخيال، ربط أحداث عجيب، مخيلة واسعة، كذب، خيانة ونفاق هي مكونات الحبكة الدرامية للمكيدة

أحيانًا أفكر ساخرة أن المخرج سيأتي ويطلب إعادة تمثيل المشهد 

لكن هيهات فتمثيلهم يستحق الأوسكار

هذا جزء من حياتي العملية

كل يوم عمل هو تجربة ومغامرة جديدة أسعى من خلالها لاكتشاف البشر

أي كائنات نحن!

هل هذه هي حقيقة الذات الإنسانية؟

هل جوهر الإنسان بطبعه ميال للشر؟

أم أن وجود مريض نفسي عبقري مختل شرير مؤذي يؤثر على من حوله ويبرز الجانب الشيطاني للآخرين

فقد بدأ الشر بشخص واحد ثم انتهى بهم جميعهم في تلك الدوامة غارقين في ظلمات أفكارهم وتعاسة حياتهم

خضت تجارب عدة كشفت الوجه الحقيقي لكل شخص منهم

فهم ضباع تنهش كل ضحية سقطت، لا يقدرون على المواجهة، يدعون الشجاعة والصفات الحسنة، لكنهم عكس ما قالوا، يتباهون بما لا يملكون، يتفاخرون، محبون للمظاهر، مخادعون ومخدوعون بالحياة

حرب نفسية لمرضى خارج مستشفى الأمراض العقلية

تساءلت عن الدافع لكل ما يحدث فاكتشفت أنها نزعة التملك، ونزعة السلطة، وحب التسلط والتحكم

وهي جزء من طبيعة البشر ربما

منافقون يتصيدون الأخطاء لبعضهم، لكن يجلسون لطاولة فطور واحدة

أول من يقوم من على الطاولة سيكون موضوع النميمة

استمرت الحياة هكذا

لكن لا بد من تغيير المسار، وتصحيح الأخطاء

رفعت رأسي عاليًا نحو السماء، عقدت العزم

سأسعى للنجاح، وفي سبيلي إليه، تألمت تعلمت فتغيرت

ضربت الزوابع عقلي، نشفت روحي، عطش قلبي، اندثر إحساسي

جمعت أشلائي المتناثرة، وقفت صامدة، متجاهلة الجميع، اهتم بعملي فقط

قطعت العلاقات الودية معهم فأصبحت علاقة احترافية نتكلم عن العمل

لم يبقَ للكلام مكان، صرت غير مهتمة بهم اعتزلتهم فتحسنت أحوال شغلي وتطورت أكثر

ابتعدت عنهم، صرت أكثر حرصًا، لا أصدق ما أسمع، ولا أهتم له، فقط تهمني الحقائق التي أراها بأم عيني

أفكر في نفسي وأعمل على بناء مستقبل أفضل

هذا كان درسي، هذا ما علمتني الحياة عن الناس في مكان الشغل

لا أصدقاء حقيقيين في العمل

تضارب المصالح وتوافقها هو المتحكم في العلاقات

تحررت من قيد كبلني، حطمت جدارًا واجهني

انطلقت من جديد، كطائر عنقاء بعث من رماده

تجددت روحي وحلقت بعيدًا بأفكاري

ارتقيت لمستوى خر لن يطاله الحمقى

أصبحت الرؤية أوضح من بعيد

تجاهل الحمقى هو الحل

تحرر عقلي من السيناريوهات المبتكرة هو مكسبي من الحرب

تفاجؤوا بتغيري فتساءلوا عن أسبابه قدموا الاعتذارات حاولوا الظهور بقالب جديد

لكن هيهات، لن يمر ما فات من جديد، فأنتم لستم ندًا لي في المواجهة

ومنذ متى تواجه الفئران؟

تختبئون في الجحر تتحينون الفرصة لتتحولوا لأفعى تلدغ بالسم

استمروا على طريقكم فليا طريقي

أقود سفينتي في بحر الحياة

تقتادني الرياح، أرسو حرة في جزر الأحلام، أعيش الأمنيات، أحقق الرغبات

أصبو لإثبات نفسي أكثر

أكتب عما يجول في خاطري

أعزائي أهديكم خاطرة اليوم