|
|||||||
تعد المدن هي عصب الحياة في الدول، وهي أفضل بيئة للعيش من حيث الخدمات والمرافق والرفاهية وجودة الحياة، وقد نتج عن الزيادة السكانية التي شهدتها المدن تغير في أنماط الحياة داخل المدن، وظهور نظريات عدة لتخطيط المدن سواء في شكل المدن أو طبيعتها أو اقتصاداتها؛ مما جعل هناك تباين في تعريف المدينة، فهناك من عرفها من الناحية السكانية، ومنهم من عرفها من الناحية الاقتصادية، وغيرهم من الناحية الاجتماعية والسياسية ...إلخ، وكل يرى المدينة من وجهة نظر مختلفة، ولكن في سياق عام، أعرف المدينة على أنها: "مساحة من الأرض يسكن فيها سكان ذو نشاط اقتصادي مختلف ولهم انتماءات اجتماعية متعددة". وقد نجد أن المدن مرت وستمر بمراحل نمو من حيث المساحة والشكل والوظيفة، وهذه المراحل تعتمد على بعضها البعض، كما أن هذه المراحل تتغير مع التطور الذي تمر فيه المدينة، حيث إن المساحة تعتمد على الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد عليها المدينة وتزايد عدد السكان في المدينة، وكما أن تعدد الوظائف وفرص العمل تزيد من الهجرة السريعة للمدينة مما يغير في شكلها ومساحتها وطرق تصميمها، وهنا تكون مشاكل المدن في حالة عدم وجود تخطيط مستقبلي متوقع للمدينة. ومع تغير النظام الاقتصادي العالمي وسرعة التطور أصبحت المدن تتسع بشكل سريع؛ مما أظهر عدة نظريات لشكل المدن منها (مدن الفدان الواسع لـفرانك لويد – المدن الكوكبي للويد بردوين – المدن الشريطية لسوريا متي – المدن الحدائقية لابنزار هوارد – المدن التوابع لريموند يونين...إلخ) وعليه يجب أن نعرف موقع المدينة من الناحية التخطيطية، حيث إن معرفة مستوى المدينة يساعد على فهم تخطيطها. والهرم التخطيطي التالي يوضح دور المدينة في المستويات التخطيطية المتعددة التي تساعد على فهم المنظومة التخطيطية، ولا يخفى أن هناك أنظمة كثيرة توثر على شكل وتخطيط المدينة، ومنها النظام الإداري والاقتصادي والاجتماعي والتعليم والمرور والجيولوجي... إلخ. ومن هنا يجب أن أقول للمخطط عند العمل في التخطيط أن يحقق متطلبات جودة الحياة، ومنها المسكن المناسب وتوفير الأنشطة لفرص العمل وتوفير الأنشطة الترفيهية وتخطيط شبكة الطرق التي تخدم السكان بأمان، والخدمات العامة من (تعليم - صحة - دين - اجتماعيات...) ورفع جودة البنية التحتية من (كهرباء وماء واتصالات...) وتحديد مواضع الأنشطة الاقتصادية والصناعية ومرمى النفايات... ولكي نعرف كيفية الوصول إلى تخطيط المدينة يجب معرفة المنظومة التخطيطية التي على أساسها يمكن عمل مخططات المدينة (مخطط هيكلي - مخطط محلي - مخطط إرشادي - مخطط عام...). ومن هنا توصلت إلى شكل توضيحي يساعد على فهم كيفية تركيب تخطيط المدينة (انظر الشكل أدناه). فالمدينة هي الحلقة الواصلة بين مستويات التخطيط العليا والدنيا، ولكي نصل إلى الأفضل يجب أن نفهم كيف تعمل هذه المنظومة التخطيطية. فهناك مستويين للتخطيط توثر على تخطيط المدينة: المستوى الأول: مستوى استراتيجي وهو المستوى الأعلى من المدينة ويعطي للمدن الاستراتيجيات وأهداف (استراتيجية وطنية - استراتيجية إقليمية - استراتيجية خدمات وبنية تحتية والقواعد الاقتصادية للمدن - أهداف كل مدينة...) ويعطى التصور المستقبلي للمدن والخطط المستقبلية لها، ويعطي تصور لشكل المدينة العام. المستوى الثاني: الأحياء وما دونها، وهو دائمًا ما يعطي البيانات والمعلومات العمرانية التي تساعد على معرفة أسلوب التنمية وإعادة الفكرة التصميمية للمدينة واحتياجاتها المستقبلية وتطور المدينة. ومن هذين المستويين يمكن عمل المخططات الخاصة بالمدينة سواء (هيكلي أو إرشادي أو محلي أو عام) وهذه المخططات تعطي المدينة الشكل العام والسياسات التنفيذية للمستوى الثاني، وتعطي المعلومات والبيانات للمستوى الأول من التخطيط، وتستمر المنظومة التخطيطية في دائرة مستمرة لا يستغني مستوى عن الآخر. |