|
|||||||
عامود (المسكوت عنه)
دائمًا ما تسأل: ما هذه الدنيا التي نلهث ورائها ونعيش في حالة إحباط إذا لم نحقق فيها بعض أحلامنا؟ والغريب أننا لم نختر أن نكون فيها ولم نختر موعد مغادرتها، وأيضًا من كانوا السبب في وجودنا لم يخططوا لوجودنا. فتاة (تندب حظها) لأنها وصلت الأربعين ولم تتزوج، ويأتي لها نصيبها وتتزوج وتنجب خمسة أطفال، وفتاة تتزوج في العشرين من العمر، ولم يقدر الله لها الإنجاب وتقضي بقية حياتها بلا أطفال. وشاب متفوق في دراسته ويتخرج من الجامعة في العشرين من العمر ولم يتوظف إلا في عمر الثلاثين، وآخر يفشل في الدراسة ويتخرج من الجامعة في الثلاثين من عمره ويجد وظيفة بعد التخرج مباشرة. وأخيرً كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق، وبرغم غنى الأغنياء وفقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة والشقاء الدنيوي متقارب، فالله بقدر ما يعطي ويعوض، بقدر ما يحرم وييسر، بقدر ما يعسر. الجميع يجري في سباقه الخاص، لهم توقيتهم ولك توقيتك، ولو دخل كل منّا قلب الآخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلاف الموازين الظاهرية. |