الصحافة أولًا


الخميس 2023-06-08

إعداد: عبدالكريم بن محمد المحمدي

الصحافة مهنة تاريخية أثرية لها عبقها على مر العصور، وحضورها في الماضي والحاضر، فلا تجد أحدًا إلا والصحافة تراوده، بل وتصاحبه -واليوم مع التقنيات الحديثة والأجهزة الجديدة تلحظه بقوة وتشاهده رأي العين فما الجوال أو مواقع التواصل إلا معك أينما كنت-.

والصحافة بمعناها التقليدي الضيق نقل الأخبار وتبادل الأفكار، لتجد مجالسنا القديمة عبارة عن امتهان لهذه المهنة بامتياز، فأحدهم يحدثك عن الأحوال الجوية، والثاني عن الأحداث اليومية، والثالث التنبؤات المستقبلية ومعطياته عليها، وأما معناها الواسع فهو المناخ المناسب والجو الملائم لكل ما هو جديد أو مثير باختلاف نقله وتعدد مصادره، ومن أهمها القلم، فهو لبها وأسها وفوح عطرها، فمن خلاله تصقل المواهب، وتمنح الخواطر، وتتدرب الأجيال، وتتعلم على أوسع نطاق وأبهى جمال، فبالقلم مساحة التعبير عن الرأي والتغيير لما يختلف ولا يأتلف. مما يقودنا إلى الولوج للمهنة الصحفية والمكانة العلية التي تتخذها مقرًا لها ومأرزًا؛ لأنها مهنة الخالدين بإخلاصهم وصدقهم وأمانتهم، وتفانيهم بالقول والحرف والسطر.

يحتم هذا على الصحفي ويتحمل على عاتقه مسؤولية القيام بقيمها ومعاييرها التي تجعل منه صحفيًا محبوبًا لدى القارئ وصوتًا مسموعًا لدى السامعين وشخصًا مقبولًا لدى الكل.

إن مهمة الصحفي الأولى البعد عن التلفيق أو التهويل والإرجاف وتناقل الكذب والإشاعات أو نقل الملاهي وتصويرها بغير صورتها أو تلميعها بغير ثوبها، أو القصور في نقل الفضيلة والمعاني الحميدة والسجايا الكريمة.

زميلي الصحفي إن الحقيقة هي شغلك الشاغل ومدار قلمك عليها فأنت تدور معها حيث دارت، وبذلك قامت صحافة الأدباء والمفكرين والعلماء والمؤلفين على أكمل وجه، فحفظ التاريخ مهنتهم ونقلها وينقلها عبر الزمن.