هي رسائل...


الثلاثاء 2022-11-01

الجزء الثاني

يهاجم الأنسان الناجح.

هل تستطيع الحفاظ على ما تعلمته؟

ماهي صفة النجاح؟ متى أغادر القمة؟

هل أنت مستعد للتضحية؟

كثير ما يثير هواجسي، بل وتتصارع أفكاري في كل مرة اسمع قصص المثابرين وأصحاب الهمم وغيرهم وأكثر ما يحيرني هو لماذا يهاجم الأنسان الناجح؟

ألم يكافح الكثير من المصاعب، ألم يتألم لينجح والتي من خلالها تعلم، ماهي الخطيئة التي ارتكبها؟ يظن البعض أنه حينما يبدأ في تحقيق أحلامه لم يشق إلى أن وصل، تألم ليتعلم.. سار ووصل، بحث وعمل وتجرع ليصل فليس من الحكمة أن نعاديه ولأنه أرتدى ثوب الصبر والحلم وفهم طبيعة الحياة وعَلِم أنها ليست فقط أكل ولهو، ولا تحدث هنا وهناك، فلا يهمه أصحاب العقول الضعيفة بل بحث عن الذات وكما قيل: أن التعلم يكون بالتجربة، لهذا يجب عليه أن يحافظ على ما تعلمه ولا يترك لصدف مجال وبما أنها ليست وسيلة مضمونة بل في كل مرة يهزم من قبل العالم الذي يعيشه يشحن همته بالطاقة من جديد ويغامر، فالحياة مغامرة ومن أجل القمة تحتاج المهارة، وردد بينك وبين نفسك كلنا نسعى للنجاح ولا نريد البقاء في القاع، والقمة ليست حكرًا لأحد لهذا ليس هناك سبيل سوى التخطيط والمهارة والكثير من العمل الشاق قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكورًا} سورة الأسراء آية 19.

أصدقائي/

من الصعب الثبات على وتيرة واحدة، حتمًا سوف تصاب بالإحباط والكثير من الملل، بل أن التقوقع على النفس شيء مؤلم والأكثر ألمًا الخوف من المجهول، يجب أن تعيش وتكافح ربما تجد طريقًا لم يكن في الحسبان ويكون التغيير جذريًا والنقلة النوعية التي كنت تحلم بها يومًا ما، وحينها تصل إلى النجاح الذي تريده ولا تنسَ أن الرغبة والإرادة والحلم والشغف أقوى سلاح تمتلكه.

قال مهاتما غاندي: "عش كما لو كنت ستموت غدًا. وتعلم كما لو كنت ستعيش إلى الأبد".

بينما يقول الكاتب مصطفى أمين: "إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك".

دائمًا الجميع يسعى للقمة والبعض يقاتل بضراوة لأجلها والبعض لا يريد غير تحطيم من حوله حتى لا يكون من هو أعلى منه وأفضل، لهذا يجب أن نتسلح بالعلم والمهارة حتى نستطيع السير بخطى ثابتة.

ولكن انتبه/

هناك من سبقوك ووصلوا إلى القمة حققوا نجاحات باهرة خُلدت في التاريخ حينها سوف يطرح عليك سؤال ربما تحتار في الإجابة عنه، وهو: متى أغادر القمة؟

ثق تمامًا أنه حينما يصل الإنسان إلى أعلى قمة من النجاح الباهر الذي يجعل له بصمة وأثر لا يمحى يظل هناك متربص يسعى من أجل النيل منه، وكما يقال الأسد الذي لا يحكم يظل الأخطر؛ لأنه ينتظر الفرصة ليسقطك ويغدر بك وينال شرف المكانة.

وكما قيل: (أن أصعب ما في النجاح أن عليك المحافظة عليه والموهبة هي مجرد نقطة بداية في عالم الأعمال، وعليك أن تداوم على تنمية هذه الموهبة والاستفادة منها).

الكثير منا واجه سهام الانتقاد والرفض وفي بعض الأحيان السخرية والتجاهل وهذا طبيعي أن يصدر من ضعيفي العقول وأعداء النجاح لهذا يجب أن يتمتع الناجح بالحنكة والحذر.

حسب ما أراه وفي اعتقادي الشخصي/

أن الأسد يعلم قبل الآخرين متى يكون تنحيه عن العرش، وذلك بمجرد أن تنتشر رائحة الموت وتدغدغ أنفه، هنا فقط يعلم أن منافسيه اقتربوا كثيرًا حينها يقع على مفترق طريقين أما أن يهزم شر هزيمة وأما يغادرها تاركًا خلفه إنجازات لم تمس من قبل منافسيه ويختم طريقه وهو بكامل قوته، لماذا؟

لأنه يعلم أن هؤلاء لم ولن يستطيعوا أن يصنعوا الفرق والأثر الذي صنعه، بل ويترك خلفه أكبر درس وهو أن الاحترام لا يصنع بالتنافس أنما بالجهد وروح المثابرة، ومن الأقوال المأثورة: (الانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو بدون قتال).

وأن ما يحدث معه لا يحدث مع الجميع وأن هذه هي سمة الأبطال لهذا قيل اقتناص الأسد ليس بالشيء السهل.