المهمة الأصعب


السبت 2022-10-29

مع بداية مرحلة الاستعداد الاخيرة لمنتخبنا الوطني للمشاركة في المونديال، يتابع الجميع بكل خجل المناكفات والتعليقات في البرامج الرياضية وقنوات التواصل الاجتماعي، والحديث بالوان الاندية والتعليق على اختيارات المدرب بين مؤيد ومعارض ومطالب بضم لاعبين وابعاد آخرين، ووصم المدرب بضعف الشخصية والاستسلام للضغوطات و انه يختار بناءً على توجيهات ورغبات المسئولين، وتسمع العجب في هذا المجال من رياضيين مخضرمين واعلاميين لهم عشرات السنين في الميدان، تصل لدرجة تمني خسارة المنتخب متناسين تماماً ان المهمة وطنية  !!! .

وربما يكون السؤال لك انت يامن يتهم : لو كلفت بالتدريب او الاشراف ادارياً على المنتخب هل ستسمح بالتدخل وفرض اسماء معينة وابعاد اسماء اخرى؟ والسؤال الاهم ايهما اهم لدينا النادي ام منتخب الوطن ؟ وهل هناك مدرب عالمي يرضى بهكذا تدخل ؟ 

نعم نتفهم ان وجهات النظر تختلف في تقييم مستويات اللاعبين وكل محب لكرة القدم يرى من زاوية معينة وحتى الفنيين ممكن يختلفون في وجهات النظر، لكن ما يجب ان نتفق عليه ان اي مدرب في العالم يبحث عن الانتصار وتحقيق المنجزات وسيختار الافضل من وجهة نظره، و قطعاً سيختار من يطبقون منهجيته واسلوبه وطريقته لان هذا من صميم عمله ومسئوليته وبالتالي يجب ان يتحمل نتائج عمله في النهاية، ويجب علينا جميعاً دعمه ودعم المنتخب الذي يمثل الوطن، ومن حق الجميع رفع مستوى الطموح على اعتبار تسيد كرة القدم السعودية القارة الاسيوية وهو انجاز يفخر فيه الجميع، وبالتالي ان قدموا المطلوب وظهروا بالمظهر المشرف يقدم لهم الشكر ... والفخر للوطن، وان فشلوا (لا قدر الله) نحاسبهم وننتقدهم بدون تجريح او إساءة (ولا يلام المرء بعد اجتهاده ) لكن من الاهمية ان نرفع شعار الواقعية اثناء المشاركة ولا نطالب بالمستحيل ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) فالمنافسات الاسيوية اقل بكثير من كاس العالم، والمنتخبات العربية لازالت اقل فنياً  ويجب التعامل مع المشاركة بهذا المنطق . 

اكثر من 200 دولة شاركت عبر تاريخ المسابقة العالمية ومن حقق بطولتها لا يتجاز اصابع اليد الواحدة، من اهم المعضلات التي ستواجه المدرب رينارد فنياً ابتعاد عدد كبير من اللاعبين عن لعب المباريات الرسمية وتقلص فرص مشاركتهم بسبب وجود الاجانب الثمانية . 

لفتة كريمة وحافز قوي جداً ورسالة واضحة جداً في لقاء سمو ولي العهد مع بعثة المنتخب عنوانها الثقة الكبيرة في ابناء الوطن والشكر على الجهود المبذولة من الجميع والمطالبة بأداء راقي بعيداً عن الضغوطات والمبالغات فالمطلوب الاداء الرجولي والاستمتاع باللعب و تقديم اقصى مالديهم  وتشريف الوطن في المحفل العالمي .

من واجبنا جميعاً الدعم والمؤازرة ورفع راية الوطن .