|
|||||||
*ماهي العلاقة بين القصة والحوار؟ *متى يتضح الهدف؟ *أساليب الحوار. *ولهذا نتحدث. أغمضت عيني، وكالعادة بدأ يتدفق بشتى الأشكال وبكل الصيغ، ولا أخفي لو قلت كم من ليلة بات الناس نياما وانا ابحث عن سر القوة التي تجعلنا نستمر رغم أننا نعلم ماهي النهاية، بل كيف نستمد هذه القوة التي أمسكت بنا وأبحرت بين الأقطاب والأجرام السماوية بل استطعنا أن نستقي حب الأمل والعزيمة لإكمال الطريق، نتعلم من أخطائنا، نساهم في نشر الثقافة منذ نعومة أظفارنا، نعلم أننا سوف نحملها بل ونقصها بأفضل الكلمات لتصل لأجيال تأتي من بعدنا، وكما تعلمنا منها نعلمها بكلمات تسقى في أذن السامع، القوة وحب الاستمرار والاهم من ذلك يجب أن تكون بأسلوب وطريقة الحوار الملائمة حتى تحبب الطرف الأخر في الاستماع والاستفادة بما سمع. نعم لكل قصة موقف وحدث ومكان بتاريخ رسخت به، وأبطال قاموا بدورهم فيها وبقي علينا ترسيخ ما عملوا، فمريم ابنة عمران هوجمت، فقد خصها الله بسورة كاملة، وامرأة فرعون وقوم لوط وكيف كان كلامهم بل كيف استطاعوا أن يقنعوا الأخرين بما هم فيه وبما أمرهم الله، بشيء مختلف عما اعتادوا الناس عليه في زمنهم، خاتم الأنبياء كيف تصبر على أذى القرشيين له وما قام به حتى استطاع إخضاع المشارق والمغارب لدين ولد غريبا في يوم من الأيام، واستمر حتى عصرنا الحالي، بل مازال السحر الذي تحدثوا عنه، ورغم انه مات الا انه مستمر، ما أريد قوله إن النفس تواقة لمعرفة كل ما يدور حولها ومدى التطورات، وكيف كانوا وأين أصبحوا وماهي النظرة المستقبلية، ولن يتحقق هذا إلا بشيئين ولدا ليكونا معا لا نستطيع ابدً الاستغناء عنهما، هما توأما الروح والفكر : القصة .. والأخر عنصر أساسي في أي قصة لإنه يعبر عن الهدف الذي ترمز إليه القصة أو بمعنى أخر أداة للتعبير المباشر عن الشخصية وأسلوبها وطبيعتها بل يكشف أيضا الخفايا لهذا فهو متعدد الأساليب منها الوعيد والتهديد ومنها الازدراء والاستخفاف ومنها التلقين والتقدير والأهم النصح والاعتراف وهو مايسمى الحوار. ولهذا تميز الأنبياء والرسل باللين والرفق في حوارهم، ففي حوارهم الكثير من الأهداف السامية والقيم الأخلاقية والصور والأساليب الجمالية للحوار/الصور الحوارية التي اكتشفناها أن القران متعدد الجوانب فمنها ما كان على صيغة مخاطبة الأنسان لنفسه والتي عبر بها عما يجيش فيها من خواطر بل أيضا خطاب الله لملائكته قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) وبينه وبين الأنسان حيث تحدث الى موسى واخوه بأسلوب التكليف قوله تعالى (اذهبا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) أية 42ـ43سورة طه. وقوله تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل أية125، حيث هنا أسلوب صريح أن لغة الحوار لا تقل أهمية عن القصة في القوة والتأثير، ولو سالت نفسك عن سبب تمسكنا بالقصص ليس أحداثها، فستجد أنما أسلوب الحوار الذي ترك لنا أثرا لتدوم أكثر فتتغلغل لدرجة تقمصنا الأدوار التي نسمع عنها فيهيم خيالنا ليعبر معها الأزمنة. قال تعالى (يَا مُوسَى اخْلَعْ نَعْلَيْك إنَّك بالْوَاد الْمُقَدَّس طُوًى) إن الحوار سمة مهمة وأسلوب راقي يمتاز بالتناغم بين طريفين من أجل انشاء حديث جيد فهو شيء مهم بيننا، فلولا هذه اللغة لما استطعنا أن نصل لنقطة التفاهم وتبادل الأفكار والانسجام. ذكرت هذه الآية الكريمة حوار بين موسى وربه الذي خاطبه برفق ولين ولم يبدأ بالقسوة والأمر حينما قال (اخلع نعليك) ليبين انه في ارض مقدسة واخذ يتحاور معه، لهذا يعد من أرقى وأفضل الوسائل التي توضح بما تفكر وماذا تريد وكيف يعبر الأخرين. ولا يختلف الحوار فيما نكتب عما نقول، الأهم أن تتحدث أو تكتب بكل هدوء وان تكون الغاية إقناع الأخرين بما تريد، شريطة أن يكون الأسلوب مهذبا وبأفكار واضحة مع انتقاء نوع الألفاظ التي يجب أن تكون ممن يقع في نفس السامع أو القارئ حتى تصل الى الهدف المرجو، فبهذه الطريقة ستجني الثمار. مريم الفتاة العابدة التي أنجبت لم تتزوج، وحينما عملت بأمر الله وبما أوحى لها وكيف استطاعت مواجهة الامها وحملها لطفلها. • حدد ما تريد: كل ما كان الهدف واضحا استطعت أن تكون صاحب الخطوة الأولى والأقوى في الأقناع، لهذا يجب أن تصنف ما تكتبه أو تقوله بأن يكون ذو الغاية والمطلب الأساسي، فالجميع يستطيع أن يتحدث لكن هل يستطيع تحقيق الهدف المرجو. • كلام الله بين أيدينا: أنزل الله كتابه ولم يفرض فيه الكثير من القوانين الصارمة، انما طرح لنا الكثير من الخيارات، وأوضح لنا بأسلوب بليغ ماهي الطرق والغاية منه وكتب لنا ماهي النتيجة، ونبينا الكريم حينما انزل عليه القران مع جبريل حاوره فيما هو الدين وما يريده الله منه من عبادات. • وجهات النظر: وهنا عادة ما يكون التحدي الأكبر، وهو طرح موضوع يهمك وتطمح لجني الثمارم منه، لذلك يجب أن تكون ذكيا جدا في الصياغة، وعلى يقين بأن لا يفوز في هذا المضمار غير صاحب الرؤية الواضحة والكلمة القوية، كن محاورا جيدا حتى تستطيع أن تثبت وجهة نظرك، وصاحب أسلوب ممتاز في الكتابة أذا أردت التأثير في نفس القارئ، بل يجب أن تمتلك الأدوات اللازمة لأثارة إعجاب الطرف الأخر وإقناعه من الوسائل المهمة يجب أن تعرف من تخاطب وماهي طبيعته والمستوى الذي يبلغه فمن المستحيل أن تحضر طفلا وتحاطبه وكأنه في العشرين من العمر. ولهذا نتحدث /فالحوار الجيد هو الذي ينتهي بفهم الطرفين ورضاهما عن النتيجة بعكسه عدم نجاحه الذي يودي للجدال العقيم وظهور الكثير من المشكلات، لهذا تيقن أن الكلمة التي تغادرك لا تعود، فأحسن انتقاء ما تريد طرحه وتذكر أن لكل قصة حروف، ولكل حرف كتب لابد له موقف وأثر ربما مؤلم وربما مفرح، لكنه ترك أثرا من خلال القاص الذي قص لنا وحاورنا بأسلوبه واستطاع أن يترك لنا بعدا ورؤية. |