كُنتَ لِي


الاثنين 2022-05-30

بالأَمْسِ زَرَعْتَ دُرُوبِي وُرُودًا

وقِدْ رَوَيْتَهَا بِمَاءِ عَيْنَيْكْ

ونَثَرتَ فَوقَ أقدَامِي عَبِيراً

شَذَاهَا الفَوَاحُ مِنْ طِيبِ أَنْفاَسَكْ

وتَركتَ قَلبكَ بين الحَنَايا شَهِيدًا

ووَهَبتَ لِي أَجْملَ نَبَضَاتَكْ

وعَشْتَ تَحْلمُ بِي على الدّوَامِ رَبِيعًا

تَنْسَى بِقُرْبِها أيّامَ أحْزَانَكْ

مَلَئْتَ نَفْسِي دِفْئًا، وحُبًا، وحَنِينًا

حِينَ تَحْفظُ وِدّي بينَ أَحْضَانَكْ

عَشِقْتَنِي في لَيَالِيكَ بَدْرًا

والبَدْرُ بَعَضًا من نُورِ ضِيَائَكْ

تَفَانَيْتَ في حُبِي وتَدَفّقتَ عَطْفًا

تَأَمْلتَ أنْ تَلْقَانِي إلى قُرْبَكْ

تَكَابَدْتَ أحْزَانًا لِتَحْيَا مَعِي حُبًا

تَرْعَاهُ حَبيبًا ليَنْمُو على أفْرَاحَكْ

أَمْسَيْتَ لِي حَبيبًا صَادِقًا

تَرْفَعُنِي فَوْقَ هَامَاتِ سَمَائَكْ

أَمْسَيْتَ رُوحًا يُرَفْرِفُ حَوْلِي فَرَحًا

تُدَاعِبُ قَلْبِي بِفَيْضٍ مِن حَناَنَكْ

أِمْسِيْتَ يَنْبُوعًا يَرْوِينِي أَمَلاً

زَهْرًا تَزْرَعُنِي فَوْقَ أَشْلَائَكْ

أَمْسَيْتَ سَحَابًا يَهْطِلُ مَطَرًا

يُلَطِفُ أَجْوَائِي لَمَسَاتُ هَوَائَكْ

أِحْبَبْتَنِي بِعُنْفٍ... حُبًا كَانَ عَمِيقًا

تَقاَسَمْتَ مَعِي لَحَظَاتَ وَفَائَكْ

تَغَيْرتَ عَنِي وعُدّتَ غَرِيبًا

تُحَاوِلُ بَعْدِي تَغْييرَ أَقْدَارَكْ

مَسَحْتَ ذِكْريَاتِي وعُمْرًا قَدِيمًا

قَدْ دَوّنَهُ الأَيّامُ في كِتَابَكْ

يَمُدُ الحُبُ يَدِّيهِ. وتِرْفَعُ يَدًا

وكأَنّ الحُبَّ لمْ يُولدُ من بَينِ جَوَانِحَكْ

تُلَمْلِمُ أَيَّامِكَ في صَمْتٍ مُوَدِّعًا

وتَعْلَمُ أنْ أيَّامِي بِعْضُ أيَّامَكْ

وتَتْرُكُ في لَيَالِي العُمْرَ عَهْدًا

وَعْدًا كَانَ مِنْ صُنْعِ شِفَاتَكْ.