(شطر المسجد)


الخميس 2022-03-31

من دهاليز المدينة (9)

تتوه بوصلةُ القلبِ ويُيَمّمُها رمضان شطر المسجد، وبين تداعيات الحياة تأوي القلوب إلى محاريب الطاعات.

تخر الأرواح المنهكة ساجدة فما تلبث أن تلقيَ عنها أثقاًلا كالجبال، لتحكي السجدات قصص الدعوات المحملة بيقين الإجابة.

يهنئ المصطفى صلى الله عليه وسلم صحبه فهو موسم البشائر والبشرى، فبشائر الفتح المبين، والنصر العظيم كانت في هذا الشهر الكريم.

يأتي رمضان لتعم السكينة الكون أجمع، فتُرمم القلوب، لتحيا بالطاعات والقربات فزادها في هذا الشهر {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ}، يأتي رمضان صفحة جديدة، بمعادلات حسابية، تظهر نتائجها على القلوب والأرواح والجوارح.

تقرب إلى الله لتظفر بـ (حتى أحبه) فالله عز وجل يقول: "وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"

احشد أمنياتك ويمم وجهك شطر المسجد، واسجد قلبًا وروحًا وناجي في الظلمات السميع القريب فالمولى يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}، سابق إلى الطاعات فأبواب الجنة مفتحة، والرحمات منزلة.

 تخلى لتتحلى، وأعد الزاد لتظفر بالخير العميم، واجعل سركَ معقود بينك وبين ربك فيتجلى اليقين بموعود الإجابة من رب كريم.

سينبلج الفجر، وتشرق شمس الإجابة، وستلوح في الأفق أمنياتك التي دعوت بها نورًا أبلجا، فرمضان شهر للفرح والبشرى والنصر المبين.