وهناك قصة


الأربعاء 2022-02-23

ماهي الأسئلة التي تضج بها عقولنا؟

الإجابة هي.

القصة في القرآن الكريم.

مفهوم القصة.

قال تعالى: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} أية 120 سورة هود.

كيف تم نضج الأنسان؟

هل تعلمنا ممن سبقونا؟ وماذا سنعطي لمن هم خلفنا؟

وهناك المزيد من الأسئلة التي تضج بها العقول والإجابة في كلمة واحدة..

أدم، سفينة نوح، وقوم صالح، ملكة سبأ، إبراهيم وما فعله في الأصنام حتى يثير غضب قومه، موسى وما فعلته أمه حينما ألقته في اليم خوفا عليه الموت، والكثير من أحداث الماضي، كيف علمنا بها وماذا استفدنا منها واستطعنا اخذ العبرة منها.

والقرآن الذي أنزل إلينا مهذبًا ومعلمًا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلغة قريش بأسلوب سردي وقصصي حدد لنا مكان هذه الأقوام وزمنهم وجعلنا نتخيل طريقة عيشهم وحوارهم ومن هم الأبطال وما هي الأحداث.

في مرحلة من مراحل الحياة، وهنا كانت الحبكة مما جعل القرشيين ببلاغتهم وفصاحتهم أن يقفوا عاجزين مبهورين أمام هذه الآيات من خلال لفت انتباههم لما يقرؤن ويسمعون فقد خاطبهم بطريقة قصصية ملائمة لميولهم وطبائعهم.

وهنا تكمن الإجابة:

في كلمة واحدة وهي القصة وما أدراك ما القصة.

اعتبرت من الفنون القديمة وقد صنفت بالأخبار عن الماضي من الأمم السابقة وسرد أحداثهم وأحوالهم وشؤون أنبيائهم التي ذكرها القران عنهم بصورة قصصية معبرة ومرتبة.

النضج:

أن القراءة في سن مبكر وبصوت عالي لها فائدة عظيمة لأنها تعمل على تشكيل مفردات وتحسين اللغة، بل تساعد على تعزيز التفكير الإبداعي وبناء التفكير الناقد والأهم غرس القيم والمفاهيم من خلالها.

مفهوم القصة:

عبارة عن حكاية أما مكتوبة أو مسموعة يستمدها القاص من الواقع أو الخيال أو الجميع بينهما تحتوي على الكثير من الأحداث.

وبمعنى آخر فن نثري يتناول الكثير من الوقائع والأحداث ويقوم بها أشخاص في بيئة معينة تبدأ بنقطة وتنتهي بغاية ما، تكتب ببراعة وأسلوب أدبي لا يكتمل جمالها ألا إذا ذكر المكان والزمان وكيفية الحدث حتى يستطيع القارئ أو السامع التخييل.

القرآن الكريم:

حينما قال الله تعالى: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}.

والقصد منها لنصحح به عزيمة قلبك ويقين نفسك ونشجعك به، ومن العوامل التي ساعدت على تثبيت قلب الرسول وتضميد جرحه وتداويه مما يعانيه في سبيل دعوته والمؤمنين على مر الأزمان، من أجل أخذ العظة والعبرة كانوا، يجدون ما يثبت به ثقتهم.

قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.

فالقارئ للقصص يعتبر ويتعظ من عاقبة الأمور، ولهذا تكررت بعض القصص في أكثر من موضع في القران بأسلوب مختلف عن سابقه؛ لترسخ الفكرة وتتجدد العظة، وهناك قصص تجدها مقسمة في عدة مواضع من القران الكريم؛ حتى يبين لنا أنه كتلة واحدة لا ينفصل، وتنوعت الدلالة عليها.

فتجدها على ثلاثة أقسام:

1ـ قصص الرسل والأنبياء وآية أعجازهم ومراحل دعواتهم.

2ـ قصص أشخاص لم تثبت نبوءتهم وقصص أقوام ماضية كقوم طالوت وذي القرنين والخضر

3ـ قصص تبين الأحداث بعضها قد وقع في زمن نبينا الكريم.

ما يقوله العلم:

وقد قال الدكتور شوقي ضيف وما أثبته في كتاب (العصر الجاهلي): أن عرب الجاهلية كانوا يشغفون بالقصص شغفًا شديدًا، وساعدهم على هذا أوقات فراغهم الواسعة في الصحراء.

وقد أثبتت إحدى الدراسات على حسب ما يقول محمد نجم في تعريفه للقصة "القصة مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب وهي تتناول حادثة أو حوادث عدة تتعلق بالشخصيات إنسانية مختلفة تتباين أساليب عيشها وتصرفها في الحياة على غرار ما تتباين حياة الناس ويكون نصيبها في القصة متفاوتا من حيث التأثر فاذا كانت القصة تؤثر في القارئ فأن هذا التأثر يختلف باختلاف القارئ ذاته من حيث شخصيته وثقافته وبيئته".

أحبتي:

القصة نوع من أنواع الفنون له جمال وقيمة ومتعة فقد استخدمت في التربية على مر العصور وهي وسيلة لتواصل مع الثقافات الخارجية ومن خلال تجربتي ساهمت القصة في توسيع المدارك وتوليد مفردات جديدة، بل وتنمي الخيال بشكل لا يصدق نصيحتي أدخلوا عالمهم شاركوهم وتذكروا انهم المستقبل.

وللحديث بقية...