سرير ستي


الأربعاء 2022-02-23

من دهاليز المدينة (8)

تتعدد النداءات (ستي ستو جدتي) ويجيب القلب دومًا...

كبار السن محاضن البركة، في صمتهم حكمة، وفي توجيهاتهم خبرة، وفي شدتهم رحمة، صقلتهم معتركات الحياة، يسعون دومًا لنقل خلاصة تجاربهم من خلال نصائحهم المغلفة بالحب، وتقر أعينهم باجتماع العائلة فقانونهم العائلة أولًا.

أما عن قصة سرير ستي فهو مؤسسة بإدارة حكيمة لغتها الصمت، تترجمها نظرة للرضى، ونظرة للرفض، ونظرة للموافقة، ونظرة للتأييد، ونظرة للعتاب، ونظرة للفرح.

حول هذا السرير تتحلق حلق صلة الرحم بلا قيود، ولا ضوابط، ولا فروقات وكأنه مصدر للألفة والمحبة.

وفي زاويته علاج للأمراض العضوية والنفسية معًا، ترتوي أذناك بالتراتيل المختلفة من إذاعة القرآن، ويرتوي قلبك بالماء البارد في (المغراف) فينتعش القلب وتنتعش الروح.

أما تحت السرير فمنبع بهجة للصغير والكبير بما يحويه من مطايب وتسال ومفرحات، يفيض الخير منه بلا قيود.

وقبيل الفجر ينبهك صوت العكاز المرتطم بالأرض في وقت السحر، فالصلاة أولًا قانون منزلها المبارك.

أما مطبخها فهو بمثابة جمعية خيرية يحضر فيه طبق الفقير قبل غيره، تعد أطباقه بلغة الحب والحب فقط. 

كبار السن منازلهم جامعات حياتية، فيها تتعلم القيم والفضائل أولًا، فصلة الرحم أولاً، وإكرام الضيف أولًا، والإحسان إلى الضعيف أولًا، والصفح أولًا، ففي منظومة قيمهم كل الفضائل أولًا.

ما أجمل أن يكون حديثنا معهم بحسن الخطاب، ولطف الكلام، ولين الجانب فإكرامهم من إجلال الله قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ".

وختامًا اتسعت لنا قلوبهم ومنازلهم وأفاضوا علينا بخيراتهم، ولا ينتظرون منا إلا الإحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.