رسالة من الله


الثلاثاء 2022-01-04

قال الله تعالى: {وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ} (المنافقون 10)

تفسر الآية ندم الإنسان بعد فوات الأوان وطلبه من الله عز وجل أن يؤخر أجله لموعد آخر قريب ليتصدق ويكون من الصالحين، ووصول الإنسان لهذا الموعد هي النهاية التي لا رجعة لها، بعد أن أضاع كل الفرص التي لا تحصى من كثرتها، والتي أتاحها الله عز وجل للإنسان خلال حياته.

ففي كل نفس نتنفسه فرصة جديدة، وكل دقيقة من عمرنا فرصة جديدة، وبعد كل أزمة أو كارثة أو مشكلة تمر بنا فرصة جديدة، وبعد الشفاء من المرض فرصة جديدة، وبعد كل فرض أو عبادة نستغفر بها الله عز وجل فرصة جديدة، فكل ما يحدث معنا فرصة جديدة، وقد تكون رسالة من الله بأن يا عبدي احذر أو انتبه لتتدارك الأمر في تغيير ما أنت عليه قبل فوات الأوان.

فرصة جديدة كي نصلح علاقتنا مع الله عز وجل، لنصحح ما أخطأنا ونكمل ما قصرنا ونقرب مما بعدنا ونفعل ما تركنا؛ لكي يتوب ويغفر ويعفو ويصفع عنا.

فرصة جديدة لنجدد علاقتنا بمن حولنا، كي نعفو ونصفح ونسامح ونتجاوز، فالحياة أقصر مما نتخيل، وفقدانها في لمح البصر، فلا تصل لنهايتها ولك أو عليك مظلمة أو حق لأحد، ولا تُحَمِّل نفسك أعباء ترهق النفس والعقل والجسد، فإن الله عز وجل وكيل كل العباد ويعلم ما نُسر ونعلن، يقول الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت 34)

رسالتي لكل من حولي إلى كل من يعرفني من قريب أو من بعيد، من أسأت أو تعديت عليه بقصد أو بغير قصد، قد تركت جميع أحزاني وأخطائي ومشاكلي وفشلي، فقد تعلمت وتزودت بالإيجابي منها، وها أنا أبدأ بمشوار جديد، وفرصة جديدة، بتخطيط لأهداف جديدة، بصفاء قلب جديد، مع عفو وصفح ومسامحة، وأمل بأن تبادلوني نفس المشاعر.

 

محبكم