عالمك الخارجي دليل هدوءك الداخلي


الجمعة 2021-08-20

يمكن للفوضى أن تلاحقك في صمت وقبل أن تلاحظ ذلك، تكون قد تراكمت وتزايدت لديك الكثير من الأشياء المستخدمة ،والبالية والكثير من المخلفات وأصبحت مكدسة، ولكن بسبب أو آخر ظللت تحتفظ بها، ما الذي يمكنك القيام به ،وأين تبدأ؟

يتمثل الحل لإدارة الفوضى وتنظيم الأمور في الوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة وهي طريقة تفكيرك والتفكير من منظور جديد، (يمنحنا العالم الكثير من الاشياء).

نعم إن الأمر كذلك فاغلبنا يمتلك الكثير من الأشياء التي تفوق احتياجاته كالملابس التي لم نرتدها مطلقا، أو لم نرتدها منذ أمد بعيد، أو الهواتف والأسلاك المتنوعة الخاصة بالأجهزة التكنولوجية أو مقتنيات المنزل الكثيرة سواء في المطبخ أو غيرها التي قد تكون جديدة أو مكررة، يث يقول جيل هاسون أشهر الكتاب في هذا الموضوع :نحن لسنا أشخاص نحب إكتناز الأشياء_نحن فقط أشخاص طبيعيون نحب إمتلاك الكثير من الأشياء.

حيث أخبر في عدة كتابات له أنه قد يمتلك الشخص مخزون إحتياطي من الموؤن الغذائية بنسبة ٣٠٪؜ من المعدل الطبيعي الذي يحتاج إليه وكذلك مخزون إضافي من مواد التنظيف بنسبة١٧٪؜ وغيرها من الحاجيات الزائدة كالخطابة القديمة ،وألعاب الأطفال،أو طاولات العمل أو غيرها من الأمور المحشورة داخل الخزانات، (إمتلاك الكثير من الأشياء هو الأمر الطبيعي الجديد).

في الماضي كان من الواضح أن الأفراد يعيشون في حالة من ندرة الموارد ،فلم يكن من الصعب عليهم فقط أن يحصلوا على سلع كالثياب والأثاث والكتب والألعاب وغيرها، وإنما كانت تلك الأشياء باهظة الثمن، ومن ثم إذا تمكن الفرد من الحصول على شي ما فانه يقوم بشراءه ويحتفظ به، ولكن في الوقت الحالي، وخاصة في الدول الغربية نعيش في وفرة من الموارد حيث أصبحت الأشياء زهيدة الثمن نسبيا ومن سهل الحصول عليها حيث أصبحت ٧٠٪؜من العوائل الغربية تمتلك إمدادات وفيرة من الأشياء التي تحتاج إليها وترغب في إقتنائها وليس هذا فقط بل أصبحت تمتلك أشلاء زائدة في منازلها وحياتها مايقارب ٥٠٪؜.

حيث وضح (جين اي و أروند) أستاذة علم الانسان بجامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس، (تمتلك الأسر المعاصرة في الولايات المتحدة الأمريكة العديد من الممتلكات بشكل يفوق ما تمتلكه أي أسرة في أي مجتمع على مدار التاريخ)، كما نشرت (أرنولد) وفريق من علماء الاجتماع كتابا يتحدث عن الحياة في البيوت التي تمتلك إحتياجات أكثر وإستندت الحقائق الواردة فيه إلى دراسة أجريت على مدار ٤ سنوات على ٣٢ عائلة من الطبقة المتوسطة وذات الدخل المزدوج في لوس انجلوس. 

لماذا نشتري أكثر مما نحتاج إليه ؟

إختلفت الأسباب وراء شراءنا أكثر مما نعتقد إننا بحاجة إليه حيث نعتقد إننا سنستخدمها مستقبلا من باب الإحتياط فقط حتى لو لم نحتاجه الآن معتقدين إننا قد نحتاج إليه في يوم من الأيام، أو لتحسين حياتنا حيث نعتقد إننا إذا قمنا بشراء هذا الغرض أو ذاك سنحظى بمزيد من المتعة أو كتذكارات وهدايا تذكارية من المكان الذي قمنا بزيارت أو ليذكرنا بإحدى المناسبات،أو إننا نعتقد إننا نحتاج إلى هذا الغرض.

غالباً ماتشجعتنا الإعلانات على إعتقاد إننا بحاجة إلى إمتلاك الأغراض بل يلزم علينا فعل ذلك حتى أصبحت الكثير من العوائل في العالم العربي والغربي تمتلك أشياء كثيرة حتى أصبح عالمها الخارجي مليء بالفوضى .

إن إحتفاظك بالكثير من الأشياء التي كانت ذات نفع لك فالماضي ولم تعد كذلك في الوقت الحالي يعني هذا إنك مازلت تحبس نفسك في دولاب الماضي ،كل ممتلكاتك الزائدة تثبت بطرق عديدة إنها مضرة لتفكيرك لدرجة إنك أصبحت تعيش في فوضى لا تعلم كيف تبدأ من حلها، مما يجعلك في صراع مستمر مع ذاتك ومفتقر للهدوء الداخلي فبعض الأشخاص يواجهون أزمة فوضى ويشعرون بالإرهاق والإرباك نحوها لذلك أزل الفوضى من حياتك فعالمك الخارجي دليل هدوئك الداخلي.