ملوخية وسنة خضراء


الاثنين 2021-08-09

من دهاليز المدينة (6)

إنه موروث شعبي لاستقبال السنة الهجرية تفاؤلًا، حيث تستفتح بعض البيوتات صباح أول أيام السنة بشرب القهوة الحلوة البيضاء اللون ليكون عامهم أبيضًا نقيًا صافيًا مفعمًا بالطمأنينة، ويفتتحون عامهم أيضًا بطهي الملوخية الخضراء ليكون عامهم أخضرًا مزدهرًا بالسلام، والخير، والقوة، والحيوية.

ولست هنا بصدد طرح المسألة من الجانب العقدي، بل ما أعنيه، النظرة الإيجابية والفأل في الأمور جميعها، فالفأل نهج ومنهج للمسلم في شأنه كله ليس قرينًا بيوم، أو شهر، أو سنة، أو بداية أو نهاية، وقد كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من أعظم الخلق استبشارًا وتفاؤلًا، ففي محنة غزوة الأحزاب، بشر بفتح فارس والروم، وسبق صلح الحديبية رؤيا الفتح المبين، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"، وكان من أقواله صلى الله عليه وسلم: "وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".

إن التفاؤل والنظرة الإيجابية أسلوب حياة، فالمسلم يتقلب في أحواله بين السراء والضراء، وتظهر حقيقة الإيمان في التعامل مع الأقدار جميعها برضى، واستبشار، وحسن ظن بالرحيم الرحمن، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. 

استبشر، وتوقع الخير، واملأ قلبك فألًا، فلن يغلب عسر يسرين، وكما قال الأولون:"أنت تفكر وربك يدبر".