لماذا لا أستطيع إنهاء كتابة كتابي ؟


الثلاثاء 2021-07-06

إنها مشكلة تواجه العديد من المؤلفين خاصة المبتدئين منهم، تجد أن لديهم ملايين الأفكار الرائعة، وحماسة الفكرة تجعلهم يبدأون كتابة الكتاب فعلا، ولكن بمجرد وصولهم لمنتصفه يفقدون المتعة، الرغبة، الشغف، وربما يبدأون في تصنيف مايكتبونه بأنه لا يستحق النشر.

ثم تتوارد إلى أذهانهم فكرة مشوقة جديدة، فيتركون العمل الذي بين أيديهم وينتقلون للفكرة الجديدة وهم على يقين أنها ستكون مختلفة بحجة أنها واضحة الأركان في مخيلتهم، ولكنه ليس إلا الفخ ياعزيزي.

لا تقلق، قد تظن أن الأمر يصعب حله، ولكنك لن تصدق أن الأمر سهل للغاية، ويحتاج منك للقليل من المحاولة والإصرار والالتزام، هناك أسباب تقف خلف فكرة عدم مقدرتك على إتمام كتابة كتابك، وبمجرد أن تعرفها سيسهل عليك التغلب عليها:

١- أنت تتبع الإلهام و ليس الالتزام

قد يبدو أن هذا السبب ليس غريبا، ولكنني أؤكد لك بأنه سبب مهم للغاية، لأنك إذا كنت تستمتع فقط باتباع الإلهام، وتستمتع بنشوة الكتابة في البدايات فقط، وما إن تخمد تلك الحالة حتى تجد نفسك تنتقل إلى الشيء التالي المثير للاهتمام، فتلك الحالة لن تصل بك إلى النتائج التي تطمح لها، لن يؤدي بك ذلك إلا لإشباع الشعور بالنشوة، لذلك أريد أن تتساءل:

  • هل أنت مؤلف فعلا ؟
  • لماذا تكتب ؟ (ابحث في أعماقك)
  • ماهي الرسالة العميقة في كتابك الذي تكتبه الآن؟
  • هل لديك القدرة على إنهاء كتابة كتاب واحد فقط حاليا ؟

لقد سألتك تلك الأسئلة لأنني أريدك أن تصل إلى حقيقة أنه عليك أن تؤمن بأنك مؤلف فعلا، وأن تؤمن بأن رسالتك المجتمعية هي الكتابة، ثم تنتهي بقناعة تتمحور حول أنه عليك أن تركز على فكرة كتابك الذي بين يديك وتلتزام بكتابته كاملا، الأهداف لا تتحقق بالأمنيات والخيالات، الأهداف تتحقق بالالتزام والشعور بالمسؤلية تجاه هدفك، إن كان ذلك هو هدفك فعلا.

٢- أنت لا تعرف مالذي يجعل كتابك مميزا

تشعر أن أفكارك قديمة، أو أنك لا تملك الإثراء الكافي الذي يجعل القارئ منبهرا بما يقرأ، أنت تشعر أنك لا تضيف شئ جديدا بكتابك؟ تشعر بأن كتابك مبعثر وافكاره مشتتة، لا تستطيع الحفاظ على التسلسل المنطقي للافكار كما تتمناها أن تكون؟

لابأس، كل مافي الأمر أنك تحتاج لتعلم أساسيات الكتابة أو أساسيات التخطيط لكتابة كتابك، لأنك حينما تضع خارطة سير، سيسهل عليك جدا التخلص من تلك الافكار، إن شعور الضياع هو الذي يُفقدك المعنى لما تقوم به، اذا عرفت الهيكل الأساسي لكتابة اي كتاب، وكنت تملك الأدوات الإبداعية للكتابة، فأنا اضمن لك إنهاء كتابة كتابك بمنتهى السرعة، وبأعلى جودة، تأكد دائما أن الموهبة وحدها لا تكفي انت بحاجة لصقل مهاراتك، ومواكبة آخر تطورات عالم الكتابة.

٣- لم تكتشف طريقك الخاص في الكتابة

وهذا الشئ لن تكتشفه الا برحلة طويلة من التجربة والخطأ، وإياك أن تحكم على الكتب التي لم تنهيها بأنها تجربة، لابد أن تبدأ وتنتهي من كل عمل على حدة، لتستطيع أن تعرف أين وجدت نفسك اكثر، ناهيك عن ضرورة تجربتك لجميع انواع الكتابة من خاطرة إلى مقال إلى قصة قصيرة إلى رواية، فربما تجد نفسك في واحدة منهم أكثر من الأخرى، خاصة إن كنت مبتدئا و لم تعرف طريقك بعد.

٤- تفتقد للدافع

هناك دوافع كثيرة تساعد المؤلفين في إتمام كتبهم – بالطبع إلى جانب إيمانهم الراسخ بقدراتهم الإبداعية- وكل مؤلف تختلف دوافعه عن الاخر، ولكن الغالب تجمعهم دوافع مشتركة، فبعض المؤلفين تشكل لديهم تواريخ معارض الكتاب دافعا قويا لانهاء كتبهم في تاريخ محدد يسبق تلك التواريخ بوقت كافي للطبع والنشر، لذلك تجدهم غالبا يخصصون وقتا كافيا للكتابة، سواءا كان كل يوم أو كل اسبوع لانهاء جزئية محددة تم التخطيط لها مسبقا، ثم يلتزمون بالوقت ويتحملون مسؤولية الكتابة بشكل جدي، وكأنهم في حالة منافسة مع ذواتهم، فلا مجال للتقاعص، كنت استغرب فعلا حينما اسمع من المؤلفين أن بعضهم يضحي بساعات نومه في سبيل الالتزام تجاه قلمه واحترام خطته، ولكن حينما اخذت الكتابة بجدية، عرفت ان ذلك هو الصواب، فمن كان حلمه الكتابة سيفعل المستحيل ليحقق ذلك.

والآن، بعد أن قرأت الاسباب الأربعة التي تمنعك من المواصلة في إكمال مشروعك الكتابي، فأنا اقترح عليك حلا إن كنت تريد حقًا أن تكون مؤلفًا.

الحل الأهم والأول هو: ابدأ الآن ، وإذا كنت لا تزال تشعر بالخوف، فخطط لكتابة قصة قصيرة تحوي 1500 كلمة وضع تاريخا ووقتا للكتابة ثم التزم، واخيرا احتفل بنفسك حينما تحقق هدفك، ثم ضع هدفا جديدا بواقع 2500 كلمة وهكذا إلى أن تنتصر على نفسك، وتعزز ثقتك بنفسك، وتستمر.