من دهاليز المدينة (5)


الأربعاء 2021-06-23

اتبشمت

مصطلح متوارث كناية عن الشبع حد التخمة، وهي ظاهره منتشرة في أغلب المجتمعات، وما انتشار الأنظمة الغذائية المختلفة إلا أسلوب من أساليب علاج هذه الظاهرة.

وإذا ما تأملنا في السيرة النبوية نجد أن البيت النبوي قام على أسس الاعتدال في كل الأمور ومن ذلك الطعام والشراب، يقول المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم: "بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه"، ثم يوضح الخطة والجدولة العملية لذلك فيقول: "فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".

يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على الحديث: "مراتبُ الغذاء ثلاثةٌ أحدها: مرتبة الحاجة، والثانية: مرتبة الكفاية، والثالثة: مرتبة الفضلة".

والناظر في الدراسات القديمة والحديثة يجد أن المعدة بيت الداء والدواء.

لم ينهى الإسلام عن الاستمتاع بالطعام والشراب " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا "، ولكنه ضبط هذه المتعة: "وَلَا تُسْرِفُوا".

وكما أن للشبع أضرار بدنية فله أضرار أخلاقية يقول الشافعي رحمه الله: "الشِّبَع يثقل البدن، ويقسِّي القلب، ويزيل الفِطْنَة، ويجلب النَّوم، ويُضعف صاحبه عن العبادة".

وكما قال الأولون: "إذا أتملت العدوة قلت المروة".