|
|||||||
هل جربتَ يوماً أن تعود لِـماضيك ؟ لِأصدقاء طفولتك ؟ أو زُملائكَ القُدامى؟ باحثاً عن جواب واحد لِأسئلة عديدة وإن اختلفت صياغة الأجوبة.. من أنــا؟ كيف كنت؟ ماذا كنتُ أحب؟ و ماذا كنتُ أكره؟ ماذا كنتُ أرغبُ أن أكون؟ من ماذا كنتُ أخاف؟ ما هي أمنياتي الصغيرة الطفولية؟ هل أنـا كما كُنت؟ هل وصلتُ إلى ما أتمنى؟ هل تبدو الأيّام و كأنّها سَـتُحقق حُـلمي الصغير الذي يُشاركني دَعواتي المُّتكررة؟ أم أنّها تَمضي كَـرُوتين مُمِلّ؟ ما هو شَغفي؟ وهل ما زِلتُ أتبعُه؟ تَســاؤلات لا نِـهائية تُرافق أيّامي و لياليّ الصِّعاب..! متى كَبرتُ حتى أصبحتُ لا أجد الوقت الكافي لِلّعب بِـدُميتي الصفراء الصغيرة؟ لم أجد أجوبة سِوى في ملامح أصدقائي القُدامى و كلماتُهم و هَداياهم و رَسائلهم الورقية , و صُّورنا الفوتوغرافية التي تحمّل في طياتها أيّام و رَحلات طويلة و حَنين للماضي الجميل و خفايا كانت تسكنُ جوفنا , حتى أنها حمّلت أحلامنا دُون أن نشعر أننا سَـنعود لها يوماً ما باحثين عن ذَواتنا , عن أنفُسِنا.. و رُبما نأتي لها باحثين عن شخص سرّقه الموتُ منّا , حتى أننّا لم نشبع من حَكاياهُ , حتى أنّهُ لم يَمسح على رَأسنا و يَتمنى لنا التوفيق و السداد.. أيُّنَا يَستطيع وصف ذاته دُون أن يَرى نفسهُ في مَن حولهُ؟ دُون أن يَرى ملامحهُ القديمة في مَن شاركهُ تفاصيلَ عُمّرهِ و سِنينَهُ الماضية..؟ |