عجافٌ الأيام..لكنّها مضت


الأربعاء 2021-01-13

عِجافٌ هذه الأيام فيّ أرهقت كاهلي و زعزعت أمان روحي و سكناتُ قلبي، عِجافٌ ثِقالٌ طِوالٌ هذه الأيام، استنزفت فيها ما يكفي من الألم و الحزن و المشاعر السيئة عموماً، أدركت فيها أشياء عديدة منها: أن العائلة هي جيش أي شخص لمحاربة و مواجهة العالم، أن العافية من أعظم النعم التي يغفل بعضنا عن شكرها، أن الأصدقاء أصدقاء المواقف لا السنين، أن الحياة بكل مُجرياتها ستمضي ولن يبقى إلا حُسن الأثر، و آخر ما أدركته في أيام كهذه مقولة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : (اعتزل ما يؤذيك).. فالعزلة الملاذ الآمن من ضجيج الواقع الحقيقي أو الافتراضي .

وفي نهاية المطاف بعد أن يمضي بك العمر وبعد كل ما يجري في حياتك سَتخرج منها و أنت تنظر خلفك إلى كل تلك الحروب التي كنت بطلُها و إلى جيشك وكل من شاركك صعوبة المعارك التي كنت تخوضها، إلى كل تلك الكسور التي تركت الندوب على وجهك و الآثار على روحك، سَتنظر لهم بفخر و اعتزاز و بنظرةِ انتصارٍ و تخبرهم: ها قد تجاوزنا هذه المعركة أيضاً و نجونا بأقل الخسائر كان الله معنا، و ستنظر لنفسك و تخبرها حتماً سَأصل لما أريد يوما.

(فَـ العبرة ليست بسرعة وصولك إلى نقطة النهاية، إلى تحقيق حلمك، إلى هدفك و أمنيتك، إنما بقوتك و عزمك و إصرارك، و بالتحديات التي تخوضها و الصراعات التي تعيشها والعقبات التي تتخطاها، العبرة في أنك تستطيع الاستمرار رغم كل ما يحدث معك).