الطربق و الرصيف


الأربعاء 2020-11-25

في المقال السابق تكلمنا عن الطرق وأنواعها ومشاكلها واليوم نستكمل حديثنا عن علاقة الطريق بالرصيف ولكن قبل كل شيء لا بد أن نتعرف على الرصيف والملكية كبداية لمعرفة وتحديد ما هو المقصود بالرصيف، أين يكون الرصيف من الطريق.

لم يكن هناك شيء اسمه الرصيف قبل أن تتأسَّس المدينة، لتصبح بعدها الأرصفة من أهم مرافق المدن وواحدة من أركان تصميماتها الأساسية. وأصل الأرصفة أنها كانت طريقة لرسم الحدود في المدن القديمة بين الطرق والمباني، لكن مع تطوُّر المدن وتزايد الحاجة إلى ممرات جديدة بدأ يتبلور الدور الوظيفي للرصيف وللرصيف أهمية كُبرى يستمدّها من وظيفته الأساسية كممشى للراجلين، فهو يلعب دوراً مهماً في تعزيز أمن المشاة وتنظيم حركة السير والوصل بين شارع وآخر بعيداً عن السيارات والمركبات.

 أنواع الرصيف:

  1. الرصيف الجانبي وهو الحد بين الملكيات والشارع ويكون مخصص للمشاة.
  2. الرصيف الوسطي وهو الحد الفاصل بين مسارات الطرق وهو غير مخصص للمشاة إلا في بعض الحالات النادرة.
  3. الأرصفة الخاصة لمشاه وتكون في ممرات المشاة التي لا تسمح بعبور السيارات بها.

أنواع الملكية: 

  1. ملكية خاصة وهو تكون لشخص ولا يسمح لأحد باستخدامها سوى صاحب الملك مثل "ملكية أرض".
  2. ملكية شبه عامة وهي تكون لمجموعة معينة من الناس ويمكن استخدامها من قبلهم مثل "مجمع سكني أو مجموعة من البيوت داخل منطقة خاصة لا يسمح باستخدامها سوى هذه المجموعة".
  3. ملكية عامة وهي التي تكون لجميع السكان مثل "الحدائق والأرصفة والشوارع".

من هنا يجب أن نعرف أن الرصيف ملكية عامة من حق كل إنسان استخدامه ولا يحق استحداث أي شيء عليه، ولو نظرنا في مجتمعنا نجد ما يلي:

الرصيف الجانبي:

        أولا: الرصيف داخل الأحياء:

نجد أننا نسمع به وربما غير موجود بل ممكن أن يكون معدوم وقد نجد أمام كل بيت رصيف بشكل غير منظم ومستخدم من المباني أما بالدرج أو مطلع مواقف سيارات أو منطقة زراعية للمباني مما يجعل من المشي عليه شبه مستحيل بل يلجأ المشاة إلى استخدام الطريق مما يعرضهم للخطر وفي اعتقادي أن شيوع ثقافة أن الرصيف ملك خاص للمبني وليس خدمة للمجتمع هي السبب الرئيس وراء ذلك التصرف.

        ثانيا: الرصيف في الشوارع التجارية:

هنا نجد أن الرصف دخل في الملكية الخاصة بسبب الارتدادات للمباني فأصبع الرصيف بدل أن يكون في الملكية العامة أصبح في الملكية الخاصة هذا جعل الرصيف غير واضح وصريح لفصل الطريق عن المباني وخدماتها أصبح زقزاق تتنقل عليه بين مبنى داخل وأخر خارج كما أصبح الرصيف يستخدمه لبعض المطاعم دون دراسة حركة المشاة عليه مما يطر الشخص إلى النزول للطريق لتكملة مساره.

الرصيف الوسطي:

نلاحظ أن الرصيف قد حير المصممين لدينا حيث فترة يكون عبارة منطقة مزروعة وتارة أخرى يتم تكسرها ويعمل حواجز خرسانية ومن ثم يعاد يكسر ويعمل رصيف أربعة متر وكأن الرصيف الوسطي منطقة واسعة لهدر المال ولا يوجد فكر لتصميم الرصيف الوسطي بين الطرقات.

وقد أجد من يقرأ المقال يقول إنني لا أرى المجهودات الجبارة للأرصفة التي تقوم بها أمانة الرياض بالرغم أن هذه الأرصفة في الشوارع التجارية فقط في مدينة الرياض، أين باقي المدن وأين الأحياء السكنية من تلك الأرصفة وأين خط الملكية الذي من المفترض أن يكون فاصل بين الملكية ألم يلفت انتباهكم أن مواقف الحافلات وضع معظمها على مداخل الطرق الفرعية تدرون لماذا؟ لأن معظم الأرصفة في الملكية الخاصة ولا يمكن وضع المواقف عليها...الخ، ولكن على الأقل هناك فكر سواء اتفقنا عليه أو اختلفنا ولكن أن معظم المدن لدينا؟

تصميم الأرصفة:

للأسف الشديد هناك مشاكل عدة في تصميم الأرصفة وخاصة في مواقع المداخل والمخارج بين الطرق المحلية والطرق الرئيسة وما لذلك من انعكاس سلبي على انسيابية الحركة الازدحام بل ويمكننا القول أنها تتسبب بكثير من الحوادث.

كما لم يخذ بعين الاعتبار في كثير من تصميم الأرصفة حركة إخوننا أصحاب الهمم وأيضا عربات الأطفال وهناك المشكلة في وضع الزراعة واللوح الإرشادية على الأرصفة التي توضع بطريقة خاطئة تعيق حركة المشاة.

كما إنه لم يأخذ في الاعتبار إعادة تصميم مسارات حركة للمشاة أثناء تنفيذ المشاريع الكبيرة والتي تؤدي إلى إقفال كل من الطريق والرصيف بل إنه في بعضها يتم إيجاد حل بديل لحركة السيارات دون الأخذ في الاعتبار حركة المشاة والنتيجة الحتمية مزج حركة المشاة مع حركة السيارات وتعرضهم للخطر.

هذا وتجدر الاشارة هنا إلي إنه وحتى الأن لا نري أي اهتمام بالأرصفة على الطرقات وكيفية تصميمها وتنفيذها لتساعد المشاة وتدعم الإدراك البصري للمدينة بل على العكس من ذلك نجد أن لكل شارع تصميم للرصيف خاص به ويمكننا القول أن الهدف منه هو عرقلة حركة المشاة.

الحلول:  

  • مما سبق فإن رأي المتواضع يتلخص في حل تلك المشكلة عن طريق وضع كود الأرصفة حسب نوعها وطريقة استخدامها.
  • الحفاظ على خط الملكية بحث لا يكون على الرصيف أي درج أو مطلع سيارات أو زراعة بل رصيف صريح للمشاة
  • يجب على المجتمع أن يتعامل مع الرصيف كملكية عامة لا يسمح أن يستحدث أي شيء عليه.
  • في الطرق التجارية فيجب معرفة كيفية استغلال الرصيف بالصورة التي لا يعيق حركة المشاة من خلال إعادة تصميم الرصيف بصورة كاملة وتحديد كيف تكون الحركة عليه.
  • والأهم من ذلك تحديد كيفية صيانة هذه الأرصفة فمن غير المجدي أن يكون لدينا في البداية أرصفة جمالية ونفقدها مع مرور الوقت أو أن تكون تكلفة صيانتها عالية وتصبح بعد فترة من الزمن حفر تعيق المشاة باختصار نود أن يكون لدينا أرصفة ذات تصاميم جميلة تؤدي وظيفتها بكفاءة وبتكلفة وصيانة منخفضة.