|
|||||||
أعلنت وكالة تعليق الدراسة بالمملكة خبرا عبر حسابها في تويتر اليوم 11 نوفمبر 2020 نصه كالتالي : " سيتم تطبيق تقنيات الذكاء الصناعي في مراقبة الاختبارات عن بعد". وبعيدا عن التدقيق في طريقة صياغة التغريدة، فإن ماجعلني اندهش، هو ما جاء أسفل التغريدة، حيث علقت إحدى متابعات الحساب قائلة : "لايك إذا خفت" وخلال ساعة ونصف حصلت تغريدتها على 970 لايك والعدد في تزايد. لم يكتفي الطلاب بوضع لايك بل بدأ البعض منهم بمحاولة التفكير في ايجاد حلول لمشكلة خلّفتها لهم تغريدة مبهمة، وعوضا عن أن يركز الطالب في المذاكرة ومحاولة اجتياز تجربة الاختبار عن بعد بنجاح - كأن يحاول ايجاد احترازات تجنبه انقطاع التيار الكهربائي او انفصال الانترنت لحظة الاختبار- أصبح يفكر في كيف سيكون تفعيل هذه الالية، وكيف يمكن التغلب وربما الاحتيال عليها، وبهذا يصبح الطالب الان في مواجهة حقيقية مع العديد من المخاوف : ( تجربة جديدة مع التعليم عن بعد - تجربة جديدة مع الاختبارات عن بعد - الخوف من محتوى وطبيعة الاختبار - الخوف من انقطاع التيار الكهربائي والانترنت لحظة الاختبار او اي نوع من انواع غدر التقنية - وأخيرا مستر ذكاء صناعي ). كل ما أتمناه حقيقة في هذه اللحظة ألا يكون هذا الخبر لمجرد ردع الطلاب عن الغش ، لأنه باختصار لابد ان يكون الرادع الحقيقي للخطأ هو مخافة الله وكل رادع بعده هو شئ محبط حقيقة، ومن يُصِر على الغش فهو يغش نفسه ومستقبله لأن الاختبارات و الدرجات ماهي الا قياس لمدى التحصيل العلمي ، وبرأيي الشخصي ربط المعرفة والكفاءة العلمية بالأرقام ماهي الا فكرة سخيفة جدا فالطالب الذي يحصل في الكيمياء على درجة 100 هو نفسه الطالب الذي قد يحصل على 72 في النحو والصرف والعكس صحيح، فلماذا ننمي لدى الطلاب التسابق نحو تضخيم الارقام والتنافس على المراكز الاولى على حساب تنمية المحصول العلمي والخبرة الفعلية. عموما، لا أود أن أطيل في هذا الموضوع لأن أطرافه متشعبة، ولكنني سأقول وبناءا على مارأيته من حلول من قبل المعلقين على التغريدة رغبة منهم في حل هذه المشكلة المستحدثة : " لا تخشوا ذكاءا صنعه أشخاص مثلكم بالضبط ، وربما تفوقونهم أنتم بمراحل ذكائية، عزيزي الطالب لقد خلقك الله بكم هائل من الذكاء -حتى وان كنت لا ترى نفسك ذكيا- هذا الكم سيجعلك قادر على اجتياز كل التحديات التي ستواجهك في هذه الحياة ، ليتني أستطيع أن أصل لكل طالب من الـ 900 لأنظر في عينيه الخائفة مباشرة وأقول له إياك أن يربكك أي شئ عن هدفك في النجاح ، ذاكر بصدق وهدوء ، واختبر بمايرضي الله ، وتجاوز هذه التغريدة وكأنك لم تقرأها ، من وضع الله في قلبه ونصب عينيه، وعلمه وافكاره في ذهنه فإنه لن يخشى شيئا، وصدقني ستكن هذه السنة من أجمل سنواتك الدراسية ، فلا داعي للخوف ولا للرهبة " |