|
|||||||
تعددت اسباب وعوامل التشوه البصري في مدننا وتعد النفايات من أحد العوامل الأساسية المسببة للتشوه البصري في المدن ناهيك عن كونها مصدر للأمراض والروائح الكريهة كما ان عدم التخلص من النفايات يؤدي الى وجود اخطار كبيرة على السكان من الناحية الصحية والبيئية ويشجع على تكاثر الأوبئة والحشرات والقوارض مثل الفئران وقد تصل الامور الى تلوث المياه الجوفية وقتل الحياة البحرية وتلوث البحار والانهار. فتعالوا نتعرف سويا على النفايات وما هو المقصود بها. في حقيقة الامر مصطلح النفايات ليس له تعريف موحد فبرنامج الامم المتحدة للبيئة يعرف النفايات علي انها " مواد او اشياء مطلوب التخلص منها او جار او يعتزم التخلص منها بحكم القانون الوطني, بينما تعرف منظمة الصحة العالمية مصطلح النفايات بانه " يقصد به القمامة او القاذورات او المخلفات وهي بعض الاشياء التي اصبح صاحبها لا يريدها في مكان ما ووقت ما واصبحت ليست لها اهمية او قيمة " وعلي ذلك يمكننا هنا صياغة تعريف بسيط للنفايات فتعرف علي انها " مجمل مخلفات الأنشطة الإنسانية المنزلية والزراعية والصناعية والإنتاجية او اي مواد زائدة وغير مرغوب بها أو المتخلي عنها في مكان ما، والتي ترْكُها يهدد ويسيء إلى الصحة و السلامة العامة " ونلاحظ انه ما يمكن ان نطلق عليه نفايات في مكان ما قد يكون في مكان اخر غير ذلك. وطبقا لما نُشر في جريدة الرياض في عددها الصادر في 22 يونيو 2020م فأن الدراسات تشير إلى ان حجم النفايات السنوية بالمملكة يبلغ حوالي 130 مليون طن سنوياً، ومنها حوالي 50 مليون طن يمكن إعادة تدويرها، ويبلغ معدل انتاج الفرد الواحد من النفايات حوالي 1.39 كغم يومياً، وتشير دراسة صادرة عن وزارة البيئة والزراعة والمياه إلى وجود حوالي 13 مليون طن فائض طعام و18 ألف طن نفايات صلبة، وحوالي 50-120 ألف طن نفايات طبية سنوية، بالإضافة الي حوالي 3-5 ملايين طن سنوياً مخلفات إلكترونية بالمملكة. وتنقسم النفايات إلى عدة أنواع من حيث خطورتها أو نوعيتها، ومنها: النفايات الحميدة: هي مجموع المواد التي لا يشكل وجودها مشكلات بيئية خطيرة، ويسهل التخلص منها بطريقة آمنة بيئيًا. النفايات الخطرة: هي النفايات التي تشتمل مكوناتها على مركبات معدنية أو إشعاعية تؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة. وتتولد هذه النفايات الخطرة من المواد والمخلفات الصناعية والكيماوية، والمخلفات الزراعية (المواد الكيماوية التي تستخدم كمقويات في الزراعة). النفايات الصلبة: هي النفايات المكونة من مواد معدنية أو زجاجية... تنتج عن النفايات المنزلية والصناعية والزراعية... وهي بحاجة إلى مئات السنين للتحلل، ويشكل تواجدها خطرًا بيئيًا. النفايات السائلة: هي مواد سائلة تتكون من خلال استخدام المياه في العمليات الصناعية والزراعية المختلفة. ومنها: الزيوت، ومياه الصرف الصحي. وهي تُلقى في المصبّات المائية في الأنهار أو البحار. النفايات الغازية: هي عبارة عن الغازات أو الأبخرة الناتجة عن حلقات التصنيع، والتي تتصاعد في الهواء من خلال المداخن الخاصة بالمصانع. ومن تلك الغازات: أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، الأكاسيد النيتروجينية، والجسيمات الصلبة العالقة في الهواء كالأتربة وبعض ذرات المعادن المختلفة.
وبعد معرفتنا بهذه المشكلة فكيف يمكننا حلها فأول خطوات الحل هو معرفة طرق التخلص من النفايات والتي نذكر هنا بعضها. الترميد (Incineration): وهي عملية حرق المواد العضويّة من النفايات الصّلبة وتحويلها إلى رماد، وغاز، وحرارة، ويُستفاد من الحرارة الناتجة عن الحرق في إنتاج الطاقة الكهربائيّة. من مزايا ترميد النفايات أنّها لا تلوّث المياه الجوفيّة، وأنَّ المحارق لا تشغل حيزاً كبيراً من الأرض، في المقابل فإن المحارق مُكلفة نوعاً ما، كما أنها تلوِّث البيئة، وتخلِّف ما يقرب من (10%) من النفايات التي لا يمكن حرقها، والتي يجب التخلص منها بطريقة أخرى. الدفن (landfilling): من طرق التخلّص من النفايات الصّلبة بطرحها في مدافن، أو حُفَر يتم تجهيزها لهذا الغرض، إذ تُبطَّن الحفر بالطين والبلاستيك لضمان عدم وصول السَّوائل التي ترشح من النفايات إلى التربة، وتُجمع المواد الراشحة، وتُعالج بمواد كيميائيّة حتى لا تلوِّث مصادر المياه، أما الغازات الناتجة عن تحلل النفايات مثل الميثان، وثاني أكسيد الكربون فيتم إطلاقها في الغلاف الجويّ. عند امتلاء هذه الحفر تُغطى بطبقة من التربة والطين لمنع وصول مياه الأمطار إليها، ويمكن الاستفادة من المنطقة باستخدامها كمناطق للتنزه أو كمناطق للترفيه. إعادة التدوير (Recycling): أي إعادة استخدام المخلّفات لإنتاج مواد جديدة، ومن مميزات هذه الطريقة أنها تقلل من الحاجة إلى موارد جديدة، كما أنَّ الطاقة اللازمة لإعادة تدوير المواد تكون أقل من الطاقة اللازمة لإنتاج منتج باستخدام مواد جديدة، والأهم من ذلك كله أنَّ إعادة التدوير تقلل من كميّة النفايات التي تتطلب التخلّص منها بالحرق، أو الدفن. من أهم المواد التي يمكن إعادة تدويرها، المعادن، والزجاج، والورق، والبلاستيك. تحويل النفايات العضوية الصلبة إلى غاز حيويّ (Biogas technology): عند تحلل الفضلات التي تحتوي على مواد عضوية بتأثير البكتيريا اللاهوائية، فإنها تنتج الغاز الحيويّ الذي يتكوّن من غازَي الميثان، وثاني أكسيد الكربون. تحويل النفايات إلى أسمدة عضويّة: تعتمد هذه الطريقة على تجميع بقايا فضلات المطبخ، وتركها مكشوفة لتبدأ البكتيريا الهوائيّة، والحشرات، والديدان، والفطريات بتحليل المواد العضويّة فيها، مع الحرص على تقليب الفضلات بين فترة وأخرى للسماح للأكسجين بالتخلُّل بين الفضلات حتى لا تلجأ البكتيريا للتحلّل اللاهوائي الذي يُنتج غاز الميثان، وغازات أخرى تسبب رائحة غير محببة. عند انتهاء عملية التحلل تتحوّل الفضلات إلى سماد حيوي - يُسمى أحياناً الذهب الأسود- يمكن خلطه بالتربة، أو وضعه حول النباتات. معالجة مياه الصرف الصحي: وإعادة استخدامها في ري المزروعات، وتكثير الطحالب، والنباتات المائية، ومن طرق معالجة مياه الصرف الصحي المعالجة الميكانيكيّة لمياه الصرف الصحي: تتضمن فصل المواد الصلبة عن مياه الصرف الصحيّ عن طريق الترشيح أو الترسيب، واستخدامها لإنتاج الغاز الحيويّ. المعالجة الحيويّة: تتضمن تمرير مياه الصرف الصحي في مساكب تحتوي على بكتيريا هوائيّة تحلّل المواد العضويّة، أما المواد التي لم تتحلل فتُضخ إلى خزانات الترسيب حيث تستقر كراسب طينيّ، ثم تُفصل السَّوائل عن الراسب، وتُعالج بالكلور لقتل الكائنات الحيّة المسببة للأمراض، أما الراسب فتحلّله البكتيريا اللاهوائيّة. المعالجة الكيميائيّة والفيزيائيّة: وتتم بعد كل من المعالجة الميكانيكيّة والحيويّة. إزالة الفوسفات: معالجة مياه الصرف الصحيّ، بأكسيد الكالسيوم لترسيب معظم الجسيمات العالقة والفوسفات. الامتزاز: وهي معالجة الفضلات السَّائلة بالفحم النشط لتخليصها من المركبات العضويّة الذائبة، والروائح. الأكسدة الكيميائيّة: أي تخليص الفضلات السّائلة من المركبات العضوية الذائبة باستخدام الأوزون، أو بيروكسيد الهيدروجين. وكما سبق نلاحظ ان طرق التخلص التقليدية من النفايات تسبب أيضا مشاكل للمدينة سواء بيئية او صحية وتنعكس بصورة سلبية على السكان أضف الي ذلك تكليفاتها الباهظة على الدولة وفقدان مساحات كبيرة من الأرض في المدافن، من هنا نجد انه معظم الحلول السابقة موجودة ولا جديد في الكلام ولكن المشكلة في جمع النفايات وهي تمثل عبء على الدولة وبجوده غير مرضيه بالرغم من استفادة الشركات من النفايات في التدوير وغير ذلك اذاً فما هو الحل؟ ببساطة الحل يتمثل في استغلال النفايات والعمل على الاستفادة منها صناعيا وماديا وذلك يتحول الامر من مشكلة الي امكانية. وكما هو معلوم فإن تدوير النفايات يعد تجارة مربحة في المدن وخاصة التي يسكنها الملايين وتوجد مصانع وورش للتعامل مع احجام النفايات العالية جداً. ويتم اعادة تدوير النفايات من "ورق وبلاستك ومعادن" وبالنسبة للمواد الصلبة والتي لا يمكن اعادة تدويرها يتم الاستفادة منها في انتاج الطاقة الكهربائية حيث ان هناك أجهزة تحول النفايات الى طاقة كهربائه نظيفة عالية يتم بيعها للشركات اما الزيوت والدهون فيمكن تحويلها ايضاً الى طاقة كهربائية او صابون او ديزل. ومن هذا المنطلق يمكن انشاء شركات للنفايات بحيث تكون هي التي تتولي موضوع معالجة النفايات ابتداءً من وضع صناديق النفايات وجمعها وفرزها حسب نوع التدوير وامكانية التصنيع وتحفيز السكان على المشاركة والتعاون من خلال تحقيق الاستفادة المادية مقابل المشاركة (كأن يكون هناك مقابل مادي عند وضع علب البلاستك او زيت مستخدم او المعدن حسب النوع) وكما هو موجود في معظم دول أوروبا وامريكا واما المواد الصلبة فيمكن إدخال شركة الكهرباء في هذه المنظومة لإنتاج الطاقة منها مع عدم تحميل المواطن او الدولة أي أعباء مالية. ولا يجب ان نغفل الجانب الجمالي والبيئي عند تصميم الحاويات داخل الاحياء والشوارع او المجمعات السكانية والمجمعات التجارية وخاصة الشوارع التجارية وان يتم تصنيفها حسب نوع النفايات وان تكون في منطقة خاصة لجمع النفايات ذات طابع وتصميم جميل ولا تكون امام المنازل. ويكون هناك محاسبة صارمه على الشركات في تنظيف وتعقيم منطقة حاويات النفايات. وعند تخطيط مواقع مصانع اعادة التدوير او انتاج الطاقة للنفايات يراعي الابعاد البيئية عند تحديد الموقع وبالصورة التي تساعد على عدم جلب اي ادخنه او روائح للمدينة وان يكون هناك منطقة حماية تفصل المدينة عن منطقة النفايات او التدوير. وبهذا يمكن التخلص من النفايات والحد من التشوه البصري والحفاظ على البيئة والاستفادة من شركات التدوير بشراء النفايات من الشركة الخاصة بالنفايات وعدم تحمل الدولة او المواطن عبء التخلص من النفايات بل تحقيق الاستفادة المالية لهم ويقتصر دور الدولة على الرقابة على الشركات ووضع معاير الجودة التي يجب تطبيقها. وبهذا يمكننا الحد من مشكلة النفايات والتشوهات البصرية والمشاكل البيئية الناتجة عنها واستفادة الدولة من النفايات وتحويل المشكلة الي امكانية. |