تأمُّل الآية 28 من سورة العنكبوت


الاثنين 2018-12-31

بقلم/ صديق صالح فارسي

( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ )

محور تأمّلنا.. ( مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ )

الفاحشة تطلق على الزنا واللواط وما يتعلق بهما من مقدمات، والتعدي بالقول أو بالفعل على الآخرين سواءً في الأنفس أم الأموال أو الأعراض وهي سلوك يتجاوز الإعتدال إلى حد متطرف أو قبيح أو مذموم وهناك أعمال فاحشة وأقوال فاحشة وأصوات فاحشة وأخلاق فاحشة وأسماء أو ألقاب فاحشة وأنباء فاحشة وألفاظ فاحشة وهي من المُنكرٌ، والمنكرُ هو ما أنكرته النفوس البشرية السليمة ومن يسابق أو يسبق إلى فاحشة ما من عمل أو قول فجُرمه أعظم ووزره أكبر لأنه يحمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، بعض الناس يتفننون في إيجاد الأفعال والأقوال الفاحشة المنكرة من قول خبيث أو كنية مقيتة أو أسماءً ناشزة ك يا إبن كذا وكذا أو يا أبو كذا أو تبع كذا وكذا من الأسماء القبيحة،

( وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )

وتختلف الفاحشة من مجتمع لآخر ومن عائلة لعائلة ومن بيت لبيت فربما كانت عادة مألوفة لدى أناس في مجتمع ما ولكنّها تعتبر فاحشةً في مجتمع آخر وقد يحرص البعض على جلب شيء من تلك الفواحش لمجتمع أو جماعة ما سبقهم بها من أحد فيألفونها بينهم فينال وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فلنحذر من التسابق لجلب أو إبتكار الفواحش من قول أو عمل في المجتمع من باب التباهي واللهو واللعب وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم فما أصاب من مصيبة إلا بما كسبت أيدي الناس والفواحش من الفساد وعذاب الإفساد في الأرض مُعجّلٌ في الدنيا ومدّخرٌ في الآخرة والعياذ بالله.