تأمُّل الآية 25 من سورة العنكبوت


الأحد 2018-12-30

بقلم/ صديق صالح فارسي

( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ )

محور تأمّلنا ( مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )

أنجاه الله من النار العظيمة التي أوقدوها ورموه بها وخرج منها بعد عدة أيام وهو سليماً معافى يمشي على رجليه وفي هذه المعجزة آية بينة واضحة لا تقبل الشك أو التكذيب بصدق مايدعوهم إليه من عبادة الله الواحد وترك عبادة الأوثان والأصنام وغيرها، ولكن الآيات لا تنفع غير المؤمنين لأن قلوبهم مستكبرة فلم يؤمنوا ولم يصدقوا ولم يتفكروا أو يتعظوا.. لماذا؟

من أجل المودة التي فيما بينهم كجماعة واحدة وأهل وأصدقاء وعشيرة والمودة التي بينهم وبين تلك الأصنام التي ألفتها قلوبهم المريضة منذ الصغر ومن عهد الآباء والأجداد، فكم أهلكت المودة في غير حب الله ورسوله من أقوام وكم ضيعت من الحقوق وكم ظلمت من الناس كله بسبب المودة الظالمة في غير مرضاة الله، فهذا بينه وبين فلان مودة فلا يتورّع عن إرتكاب أسوأ الحماقات وأظلم الظلمات في سبيل الموافقة معه والمحافظة على المودة فيما بينهما فأحذروا من المودة العمياء التي تقودكم إلى المهالك بسبب إرضاء حبيب أو قريب بغير الحق فكل محبة أو مودة في غير ذات الله وبما يُرضي الله فهي من الشيطان ويوم القيامة تنقلب هذه المودة إلى عداوة فيلعن بعضهم بعضاً ويتهم بعضهم البعض ويتبرأ كل منهم من صاحبه وحبيبه الذي كان يحبه ويتودد إليه في الدنيا ويضحي من أجله ويظلم ويحقد ويبغض ويعادي أهل الحق بسببه ورغبة في التودد إليه وسواءً كان قريبه أو صديقه أو رئيسهُ أو حتى لو كانت زوجته أوولده،

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) الآية.

نسأل الله السلامة من المودة الظالمة.