بقلم/ صديق صالح فارسي
(يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ) محور تأمّلنا: (وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ)، يعذب من يشاء بالحرص على الدنيا، والانكباب على ملذاتها، والإعراض عن الآخرة، ويرحم من يشاء بالتزود من الدنيا ونعيمها وأرزاقها للدار الآخرة، والسعي في الدنيا بما يرضي الله، وبالعمل الصالح الذي يقرّبه إلى مولاه، فيكسب ثواب الدنيا، وينالُ حُسن ثواب الآخرة. فالأرزاقُ في الدنيا من أموال وبنين، ومساكن طيبة، وغيرها من مُتع الحياة الدنيا إنما هي ليبلوكم الله بها أيكم أحسن عملاً، فمن اكتسبها بالحلال، وأنفقها بما يرضي الله، فقد فاز وظفر، أما من اكتسبها بالحرام، أوأنفقها في الحرام، فقد خاب وخسر، واستحق العذاب.
(وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ)، أي إلى الله تُرجعون وتُردّون، فيجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)،
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همّنا، ولامبلغ علمنا، واجعل الحياة زيادة لنا فيها من كل خير.
|