|
|||||||
بقلم / صديق صالح فارسي
( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) محور تأمّلنا.. ( وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ) بالعبادة يستجلب الرزق من الله، وبالشكر يدوم ويبقى بل ويزيد، فكيف يكون الشكر لله؟ الشكر يكون باللسان، ويكون بالقلب، ويكون بالأفعال، فشكر اللسان، يكون بالثناء على الله بما هو أهل، وذكره، والتحبب إليه بنعمه الظاهرة والباطنة، والتحدث بها. ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) أي نشر ما أنعم به عليك بالشكر والثناء، فالإعتراف بالنعمة من شكرها، وشكر القلب، يكون بالخضوع والخشوع والإنكسار لله المنعم، والإعتراف بالعجز عن أداء حقها، والتقصير في جنب الله عن القيام بواجبها، وعدم إستحقاقنا لها، وهي أعظم من أن نحصيها أو نعدّها. ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) والشكر بالأفعال، يكون بتسخير الجوارح في الطاعات، والأعمال الصالحة، وبذل الندى، والتواضع لخلق الله وخصوصاً لمن هم محرومون من الكثير من تلك النعم، وأداء حقوق النعم المادية والمعنوية، من زكاة وصدقات، وإغاثة الملهوف، والتطوع في الخدمات الإجتماعية، وإقتحام العقبة، وما أدراك ما العقبة، فكّ رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيماً ذَا مقربة، أو مسكيناً ذَا متربة، وهذه الدرجة من الشكر للنعم بإقتحام العقبة لا تكون إلا من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، وأولئك هم أصحاب الميمنة، وما أدراك ما أصحاب الميمنة، جعلنا الله وإياكم منهم بفضله ورحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. |