تأمُّل الآية 17 من سورة العنكبوت (يتبع1)


الاثنين 2018-12-24

بقلم / صديق صالح فارسي

( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
لازال محور تأمّلنا هو .. ( فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ )

وعرفنا ماهو الرزق، ومن أين علينا أن نطلبهُ !!
ولكن كيف نطلبهُ؟   هو مدار تأمّلنا هنا ..


ماعند الله لا يُطلب إلا بما يرضي الله، فالبعض قد يكون غارقاً في المعاصي ويقول دعوت الله فلم يستجب لي، فأنى يستجاب لمن كان كما جاء من حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام،
( ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ:- يَا رَبِّ .. يَا رَبِّ .. وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ )


فمفتاح الرزق هو الدعاء، 
ومفتاح الدعاء هي الإستقامة، 
ومفتاح الإستقامة هو القلب السليم. 

فلا تجد صاحب القلب السليم إلا مستقيماً، لأنه ليس لديه ما يحمله على الإعوجاج عن الصراط المستقيم

ومن إستقام على الصراط المستقيم، تفتح له الأرزاق ..
قال تعالى :- ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا )، 
أي لو إستقاموا أي الخلق أجمعين على طريق الإيمان والحق والهدى، وكانوا لنا طائعين مستقيمين،
لوسّعنا عليهم في الدنيا ولبسطنا لهم في الرزق، ولفتحنا لهم الأسباب، وأغدقنا لهم في العطاء،،


اللهم أفتح لنا أبواب الرزق من خيرات الأرض، وبركات السماء ..!!